‘توت عنج آمون’ الأتراك يصل من كازاخستان إلى متحف في أنقرة

‘توت عنج آمون’ الأتراك يصل من كازاخستان إلى متحف في أنقرة
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

يعرض أحد متاحف العاصمة التركية أنقرة، “الرجل ذو الملابس الذهبية”، الذي يعرف باسم “توت عنخ آمون” الأتراك ويرجع عمره لنحو 3 آلاف عام.

العالم-اسيا الوسطى

وأشارت وكالة الأناضول التركية، في تقرير لها، أن “الرجل ذو الملابس الذهبية”، هو عبارة عن ملابس ودرع ذهبيان، جرى اكتشافهما عام 1969، في موقع يعرف باسم “ايسيق قورغان” (الضريح الدافئ)، بعاصمة كازاخستان السوفيتيية “ألما آتا” (جنوب).

ولفتت الوكالة إلى أن “الرجل ذو الملابس الذهبية”، يشكل رمزًا لدولة كازاخستان وإرثًا تاريخيًا مشتركًا لجميع الشعوب التركية.

وأوضحت أن “الرجل ذو الملابس الذهبية”، جرى إحضاره من كازاخستان إلى العاصمة التركية أنقرة، لعرضه في متحف الحضارات الأناضولية، حتى 12 أكتوبر المقبل.

وأضافت الأناضول أن “الرجل ذو الملابس الذهبية”، والذي يعرف باسم “توت عنخ آمون” الأتراك، يرجع لأحد أمراء الأتراك، وأن الملابس والدرع مصنوعان من الذهب ويحملان نقوشًا وكتابات تركية، تعتبر الأقدم في تاريخ الشعوب التركية.

وأشارت إلى أن طول الضريح الذي عثر فيه على توت عنخ آمون الأتراك في موقع “ايسيق قورغان”، بلغ 6 أمتار فيما بلغ قطره 60 مترًا، وتوافقت خصائص الضريح مع خصائص ومميزات مقابر السلالات الحاكمة التركية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية.

وأضافت أن آثاريي كازاخستان السوفييتية أجروا الفحوصات اللازمة على “الرجل ذو الملابس الذهبية”، ليتضح أنه لأحد أبناء الخواقين (ملوك الأتراك)، وأن عمر هذا الاكتشاف التاريخي يرجع لأكثر من 3 آلاف عام.

ولفتت الوكالة إلى أن “الرجل ذو الملابس الذهبية”، يعتبر واحدًا من أهم الآثار التاريخية التي تشير إلى تجذر الحضارة والثقافة التركية في أعماق التاريخ، وقد بدأ في وقت سابق عرض توت عنخ آمون الأتراك في متحف الحضارات الأناضولية بأنقرة، وسوف يستمر العرض حتى 12 أكتوبر المقبل.

وتابعت بأن الملابس والدرع يحتويان على نقوش لنمور ونسور وغزلان وخيول وطيور مختلفة إضافة إلى نقوش لحيوان الماعز الجبلي، وأكثر من 3 آلاف لوحة ذهبية.

وأشارت إلى أن الألبسة تتكون من قفطانٍ وسروال ضيق يرتديه الفرسان، إضافة إلى سوقية (حامي الساق) تمتد إلى تحت الركبة، وحامية للركبتان تعلوهما نقوش لحيوان الماعز الجبلي، و4 سهام ترمز إلى الهيمنة على العالم، وحصان مُجنح يرمز إلى إله الشمس.

ولفتت إلى أن القفطان والقلباق (عمرة الأتراك) تم حياكتهما بخيوط الذهب، كما تضم مجموعة اللباس درعًا وسيفًا طويلًا جرى تعشيقهما بــ 150 مقاسًا مختلفًا من الصفائح الذهبية، وخنجر وسوط من الذهب المطرز، وختم ذهبي يستخدمه كخاتم.

وذكرت الوكالة أن عبارة “توفي ابن الخاقان عن 23 ربيعًا”، المكتوبة على الملابس والدرع بالأبجدية التركية الأورخونية، تظهر اهتمام الأتراك باستخدام أبجديتهم الخاصة ولغتهم في دولهم قبل أكثر من 3 آلاف عام، كما يعتبر هذا النص أحد أقدم النصوص التاريخية المكتشف باللغة التركية.

وأضافت أن الآثاريين عثروا أيضًا في موقع “ايسيق قورغان” على مغرفة (كبشة) مكسورة من الفضة، تحتوي على نص مكتوب باللغة التركية القديمة مؤلف من سطرين، وترجمتهما “إن ابن الخاقان توفي عن 23 ربيعًا، خالص العزاء لشعبنا المنكوب”.

وقال سفير كازاخستان في أنقرة أبزال ساباربك أوغلو، لوكالة الأناضول، إن ملابس ودرع “الرجل ذو الملابس الذهبية”، يعكسان معتقدات الأتراك الأوائل، وتنظيم دولهم، وعمق التاريخ التركي وتجذره.

وأضاف ساباربك أوغلو، أن ملابس ودرع “الرجل ذو الملابس الذهبية”، ترجعان إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وتكشفان النقاب عن اكتشاف تاريخي لا يقل عن اكتشاف “توت عنخ آمون” في مصر.