العالم - قضية اليوم
عبارات الترحيب والتفاؤل فاض بها المؤتمر الصحفي الذي توج به الاجتماع وكان أبرز ما ورد فيه هو اتفاق الجميع على اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وتأجيل انتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير لمرحلة لاحقة . حنا ناصر أفاد في تصريح صحفي بعد لقاء الفصائل قائلا :" اتفقنا على بنود، ونحن عائدون إلى رام الله نشعر أننا اقتربنا من الانتخابات، وأننا نسير باتجاه انتخابات تشريعية ورئاسية، ونأمل في القريب الذهاب لانتخابات مجلس وطني".
وقال يحي السنوار أبرز قيادات حركة حماس :" كنا وما زلنا وسنظل مع خيارات شعبنا، ومع أن نحتكم للشعب، ولن نختلف معه في يوم من الأيام. جاهزون للانتخابات دوما، وسنجعلها رافعة لتصويب المسارات الاستراتيجية"
ليصبح بعدها وسم #جاهزون هو الأكثر انتشارا على وسائل التواصل الاجتماعي في اشارة لمرونة عالية أبدتها حركة حماس في موافقتها على مبادئ لم يفصح عنها بالتفصيل ولكنها دفعت حنا ناصر للقول بأن "موقف حماس يقربنا اكثر من الانتخابات".
وبالتالي فهو لقاء هام اذا ما اعتبرنا أنه أزال عقبة الانتخابات الرئاسية من الطريق ففي السابق كان هناك اصرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على انتخابات تشريعية فقط وتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى وقت غير معلوم أما حماس ومعها الفصائل فتريدها انتخابات شاملة وبالتالي فإننا تجاوزنا نقطة جوهرية كان الخلاف يدور حولها طيلة سنوات الانقسام والاتفاق عليها الان يجعلنا نركب المركب ونبحر نحو انهاء الانقسام بالاحتكام مجددا لصوت الشعب ولكن هل سيتخطى مركب الانتخابات الأمواج التي تنتظره حتى يرسو على بر الأمان؟! ... لازال الحذر واجب للأسباب التالية :
أولا كيف يمكن أن تتم الانتخابات تحت سقف الانقسام فالأصل هو اجراء حوار وطني لتحديد لتعزيز الوحدة وتعبيد الطريق أمام الانتخابات
ثانيا عدم تحديد موعد محدد لإجراء الانتخابات وكم هي الفترة التي ستفصل بين التشريعية والرئاسية
ثالثا وهو الأهم طبيعة هذه الانتخابات وهل ستكون وفق نظام الأكثرية أم التمثيل النسبي فبعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006 قام رئيس السلطة محمود عباس من طرف واحد بتغيير نظام التصويت إلى نظام التمثيل النسبي الكامل بموجب مرسوم رئاسي متجاوزا المجلس التشريعي المختار آنذاك فهل ستقبل حماس بذلك في جولة الانتخابات القادمة
رابعا من يضمن تنفيذ نتائج الانتخابات وتحقيق إرادة الناخبين لاسيما وأن السبب الرئيسي لحصار غزة طيلة ما يزيد عن عقد من الزمان كان عدم قبول المجتمع الدولي بفوز حركة حماس في انتخابات 2006 ثم تلاه الانقسام حينما بدأ التنازع على السلطة وبالتالي من يضمن عدم تكرار السيناريو السابق .
أسئلة كثيرة تطرح نفسها فالشيطان دائما يكمن في التفاصيل والمركب بحاجة لقبطان حكيم وركاب أوفياء وشعور وطني مخلص بخطورة هذه المرحلة التي يعتبر انهاء الانقسام والاحتكام لصندوق الانتخابات أهم أسلحتها ،
الثابت الوحيد أن كل الشرعيات قد سقطت وأننا بحاجة لتجديدها ومعالجة الأوضاع السياسية والقانونية والوطنية في ظل تدهور الحالة الفلسطينية وتعاظم عنف الاحتلال ونازيته والدعم الأمريكي الأكثر تطرفا من الصهيونية نفسها بالإضافة لتآمر بعض المطبعين العرب معه
كل هذه أسباب تستوجب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته والوقت بات من وطن .
اسراء البحيصي