'عباقرة' الإعلام السعودي.. مشاري الذايدي نموذجاً

'عباقرة' الإعلام السعودي.. مشاري الذايدي نموذجاً
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

يقال ان السعودية تكافح الارهاب وتتبنى نهجا وسطيا في كل شيء،  في الدين والحياة والسياسة، وان اعلامها يتحرى الحقيقة وشعاره "ان تعرف اكثر" ، وعادة ما يعتمد على عقول اعلامية لامعة لنقل صورة السعودية الحقيقة ونهجها "القويم" النابذ للعنف والتطرف.

العالم - يقال ان

نقول ان كل مزاعم السعودية بشأن اعلامها وموضوعيته تتبخر سريعا كقطرة ماء في نهار صيف قائظ، لذلك نرجوا من متصفحينا ان يتحملوا قليلا ما سيقرأونه، فلنا غاية من ما سننقل، حتى نقف على النماذج التي تدير الاعلام السعودي الذي يكتم على انفاس العرب بفضل عوائد النفط التي وقعت عن طريق الخطأ في الايدي الخطأ.

لنقرأ: "الأخطر من "الحرس الثوري" الإيراني، و"فيلق القدس"، وقاسم سليماني، وميليشيات الباسيج، بل من قادة "الحشد الشعبي" العراقي، عامري ومهندس وخزعلي... إلخ، ومن حسن نصر الله اللبناني ، والحوثي،... الأخطر من هؤلاء كلهم، هو العميل الإيراني من غير "بعض" أبناء الطائفة الشيعية، المسيّسة طبعاً، بالعقيدة الخمينية".

ونقرأ ايضا:"هناك من يخدم خطط قاسم سليماني ورغبات علي خامنئي، من غير العرب والمسلمين، كما هو حاصل من فنزويلا، ورئيسها مادورو، ونائبه العربي الأصل العيسوي، لحجّة أو لأخرى"..

تحملوا اكثر ولنقرأ:" مثلاً، منظمة "الجهاد" الفلسطينية، هي فصيل إيراني صرف، وعندك "حماس"، وهي أيضاً - وإن كان خطّها الأساس هو الجماعة "الإخوانية" – "حليفة" للنظام الإيراني، نقول حليفة من باب تحسين العبارة".

نشكر فضلكم لتحملكم كل هذا التعصب والحقد والعنصرية والطائفية بابشع صورها، بل الهذيان والهراء بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من معنى، الذي تفوح من هذه السطور ، ولكن من المؤكد تريدون ان تعرفوا من هذه الشخصية المريضة التي كتبت هذه السطور المتقيحة، ولكن قبل ان نكشف لكم عن هذا الشخص عليكم الا تحكموا سريعا على انه شخصية "داعشية" او "قاعدية" او .. تحمل سلاحا ومختبئة في كهوف تورابورا او في بعض الجيوب في صحراء العراق او سوريا من التي مازلت تبايع السفاح ابو بكر البغدادي او خليفته، ولا حتى ، صحفي عميل في الموساد الذي تقدمه "اسرائيل" على انه "صحفي" مثل ايدي كوهين، الذين يكن حقدا ينخر عقله وجسده على الفلسطينيين والمقاومة ومحورها، بل هو "اعلامي"! و"كاتب"! و"صحفي"! سعودي، ويعمل في "كبريات" المنابر السعودية مثل صحيفة "الشرق الاوسط" وقناة "العربية"، انه المدعو مشاري الذايدي، وما نقلناه هو سطور من "مقال" له!! وليس خطابا تكفيريا وهابيا تحريضيا!! كتبه الذايدي في صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي تصدر في لندن!.

هذا "الاعلامي" و"الصحفي" و "الكاتب" ، يقدم ايضا من على شاشة قناة "العربية " السعودية برنامجا يوميا تحت عنوان "مرايا" "يناقش" فيه!!، كما تقول "العربية" ، شؤون الخليج الفارسي و"آماله وهمومه"!!، داخلية كانت أم إقليمية أم عالمية!!.

قبل ان نعرف القراء على الذايدي هذا ، علينا ان نصحح ما قاله عن نائب الرئيس الفنزويلي، الذي يكن الذايدي حقدا عليه وعلى النظام الفنزويلي امتثالا لاوامر امريكية و"اسرائيلية" ، فاسمه ليس العيسوي بل العيسمي واسمه الكامل هو طارق زيدان الأمين العيسمي وهو من اصل سوري، مازال يخضع لعقوبات امريكية لانه يرفض ان تكون بلاده حديقة خلفية لامريكا ، او تكون "ضيعة" لترامب كما هي بلاد الذايدي.

الى الان قد تكونون في عجب ان يكون شخصا بهذه العقلية المنخورة حقدا وعنصرية وطائفية وهذا المستوى الهابط وبهذه الضحالة في الاسلوب والاخلاق والمعلومات، ويقتحكم الاعلام السعودي من اواسع ابوابه ، ليتقيء كما يشاء من على منابره ، ولكن اذا عرف السبب بطل العجب، فهذا الذايدي ارهابي داعشي قاعدي وهابي ذهب الى افغانستان ولاندري كم قتل من نفس بريئة هناك ، ومن ثم عاد الى السعودية واراد ان يقوم بما قام به في فغانستان، ولما كان مشايخ الوهابية يؤيدون القتل والذبح والتفجيرات بشرط ان يكون خارج السعودية، لانه انطلاقا من عقيدتهم الشاذة فان جميع المسلمين كفرة الا من يعيش في كنف ال سعود ، لذلك تم اعتقاله، وفي اقل من سنتين خرج من السجن اعلاميا وصحفيا لامعا، واعتقد انكم لمست بعض هذه العبقرية ، من السطور التي نقلناها لكم عن ايران وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وانصارالله والحشد الشعبي، وكنا نتمنى ان يكشف في ذلك المقال عن يكنه في قلبه من حب ووئام ل"اسرائيل" حليفة بلاده.

ومن اجل ان الا نظلم الرجل سننهي مقالنا هذا بما قاله هو عن نفسه في اللقاء الذي أجراه معه الاعلامي السعودي تركي الدخيل في برنامج إضاءات من على شاشة "العربية" السعودية والذي نقله موقع القناة في تاريخ 21 كانون الاول / يسمبر 2004 وجاء فيه:

"كشف الكاتب والصحفي السعودي مشاري الذايدي (أحد كتاب جريدة الشرق الأوسط اللندية) عن أنه في مرحلة من مراحله كان يقول بتكفير الأنظمة، ورغم تحوله إلا أنه يقول انه يتفهم المنطلق الفكري، الذي تنطلق منه تلك الجماعات التي كان أحد أفرادها. وأوضح أن مرحلة سجنه الذي دام عامين بسبب انتمائه لتيارات متطرفة كان لها دور في تحوله".

"وفي اللقاء كشف الذايدي أنه خطى إلى التدين عبر ماكان يسمى "بالمكتبات" وهي شكل من أشكال التجمع الذي يستوعب فيه الشبان المتدينين في السعودية، وفي منتصف عام 1989 ترك المكتبات ليلتحق "بجماعة الحديث .. و بعدها توجه إلى الجهاد في أفغانستان بغية اكتساب صفة الاعداد التي يجب أن يتسم بها المؤمن الكامل.. والتحق بجماعة جميل الرحمن المرتبطة بالمشايخ في السعودية، وبعد عودته من أفغانستان ، التحق بجماعة تعتنق مذهب جهيمان العتيبي (اقتحم الحرم المكي مع مجموعته المسلحة عام 1980) وكان يتلقى فكره من الألباني ( احد مشايخ الوهابية).

هذا هو مشاري الذايدي ، احد "عباقرة" الاعلام السعودي، الذي يتجاسر ، كباقي نكرات الاعلام السعودي والعربي المسعدن، انطلاقا من هذه العقد المرضية التي تنهش في روحه وجسده، على من اذل اسياد اسياده من امريكيين وصهاينة، وحسنا فعلت السعودية في اطلاق يد هذه النكرات في الحديث باسمها ومن على منابرها ، ليعرف الناس حقيقة النظام السعودية دون رتوش .. والحد الله الذي جعل اعداءنا من الحمقى.

سعيد محمد