باختصار..

5 سنوات على حكم 'الملك سلمان' وابنه.. إليك اهم محطاتها

5 سنوات على حكم 'الملك سلمان' وابنه.. إليك اهم محطاتها
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

احتفلت السعودية أمس السبت، بمرور 5 سنوات على تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، ليكون الملك السابع في تاريخها، وهو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبدالعزيز، وتمت مبايعته ملكاً للسعودية في 23 يناير 2015. وشهدت فترة حكمه تغييرات وتحولات هامة في تاريخ المملكة.

العالم - تقارير

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الـ5 الماضية، توجهات سياسية يمكن مشاهدتها بشكل واضح على الصعيدين السياسي والاجتماعي، حيث لا تخرج السياسات السعودية من هذين الإطارين إلا ما قل وندر.

فعلى الصعيد الاجتماعي، أول وأبرز تغيير كان السماح للمرأة بقيادة السيارة، حيث أصدر الملك "سلمان" في 26 سبتمبر/أيلول 2017 أمرا يسمح فيه للمرأة بالقيادة في المملكة، بعد عقود من منع المرأة السعودية من القيادة وسنوات من ظهور بعض الحركات الحقوقية الداعية لرفع المنع دون جدوى.

وفي 4 يونيو/حزيران من عام 2018، كانت فتاة سعودية تدعى "أحلام آل ثنيان" أول امرأة تحصل على رخصة قيادة سيارة في السعودية، وتأتي هذه الخطوة في حين أن سائر بلدان العالم مهدت لهذا الأمر منذ عقود عديدة.

الى ذلك، سُمح بفتح دور للسينما وإقامة الحفلات الغنائية، وقد استقطبت المملكة فنانين من جميع أنحاء العالم أقاموا حفلات غنائية على أرض المملكة للمرة الأولى، في إطار فعاليات ونشاطات ما تسمى "هيئة الترفيه السعودية" برئاسة تركي آل شيخ. وأثارت فعاليات هذه الهيئة التي تسعى لتقليد جميع المراسيم والترفيه الغربي وجلبه الى المملكة (منها فتح البارات وديسكو في السعودية!) ، أثارت غضبا واسعا وردود أفعال سلبية في أوساط المجتمع السعودي الذي يتسم -بغالبيته- بالتحفظ ويعتبر "بلاد الحرمين الشريفين" مبراة من هذه الأحداث الغير محتشمة.

في سياق متصل، تم اختيار الأميرة السعودية "ريما بنت بندر بن سلطان" كسفيرة للمملكة في الولايات المتحدة في فبراير - شباط 2019 الماضي، الأمر الذي لم يعد غير مسبوق للمملكة. حيث تعد الأميرة السعودية ريما بنت بندر بن سلطان أول امرأة تتقلد منصب سفير لبلادها، وهي لم يسبق لها الانخراط في العمل الدبلوماسي لكنها عملت في المجال الاسثماري كما قادت عدة مبادرات اجتماعية.

إلى ذلك، كشفت الأميرة حصة بنت سلمان، الابنة الوحيدة للملك سلمان، مؤخرا، عن طموحاتها في تولي منصب قيادي بالمملكة.

وفي حوار صحافي نشرته مجلة “اليمامة” السعودية يوم أمس، قالت حصة بنت سلمان: “في الوقت الحالي أنا مهتمة بالمؤسسة التي نود تدشينها قريبا بإذن الله، وأشعر أن هذا العمل سيمنحني فرصة أكبر للمشاركة في تقديم ولو جزء بسيط من واجبنا تجاه هذا الوطن العظيم، كما أن الوالد يشاركني نفس هذا الشعور، وكذلك الأمير محمد”.

وأضافت: “لا شك أن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى، بعد صدور الكثير من القرارات الداعمة لتمكين المرأة، ولكن كما أسلفت يشغلني الآن أمر المؤسسة الخيرية في المقام الأول، وبعد ذلك لو أتيحت لي الفرصة لتولي أي منصب قيادي فلم لا؟”

وعلى الصعيد السياسي، شكل الملك سلمان ما تسمى باللجنة العليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد "محمد بن سلمان"، وشنت الحكومة السعودية إثر ذلك حملة اعتقالات واسعة على عدد كبير من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين الذين وجهت لهم تهم بالفساد.

واعتُقلت هذه الشخصيات السعودية في فندق "ريتز كارلتون" وقُطع الاتصال بها وتم التحفظ على أموالها قبل أن يتم الإفراج عنها، وقد انتهى عمل اللجنة في يناير/كانون ثاني من عام 2019 بتسويات ودفع غرامات هائلة بلغت قيمتها 400 مليار ريال سعودي.

وفي نفس الإطار، تطلق السلطات السعودية بين فترة وأخرى، حملة اعتقادات تطال النشطاء والصحفيين والكتاب والشعراء والدعاة السعوديين، وكل من يعارض سياسات ابن سلمان وآل سعود بأي شكل من الأشكال، سواء أن كان ذنبه تغريدة كتبها على موقع تويتر أو مواقع تواصل أخرى، أو كان قد انتقد هيئة الترفيه السعودية وبرامجها، أو ربما كتب شيئا ما بنكهة الانتقاد لسياسات ابن سلمان الاحادية الدكتاتورية.

وأهم سياسة اتخذتها السعودية في إطار سياساتها الخارجية، كانت شن الحرب على اليمن، حيث شنت السعودية عدوانا متكامل الأركان على اليمن لحماية حكومة الرئيس اليمني المستقيل"عبدربه منصور هادي"، مقابل الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وقد أطلقت عملية "عاصفة الحزم" في 25 مارس/آذار من عام 2015.

وبعدها شكلت تحالفا مع الإمارات أسمته "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن"، وتم تغيير اسم العملية العسكرية على "إعادة الأمل".

وقتلت وجرحت وشردت الالاف من اليمنيين لتنفيذ أجنداتها وانقاذ حكم الرئيس الفار هادي، ولا تزال تقصف اليمنيين وتواصل انتهاكاتها رغم خروج حليفتها الإماراتية وتركها وحيدة في مستنقع اليمن.

وكلفت الحرب على اليمن السعودية كثيرا، اقتصاديا وعسكريا، ما أجبرتها على مراجعة حساباتها خاصة بعد نجاحات حققتها أنصارالله في طيرانها المسير وقصف المرافق السعودية الحيوية، - أبرزها قصف أرامكو - الذي غير موازين الصراع وجعلها تفكر بالتراجع واللجوء الى التفاوض مع أنصارالله لتجنب المزيد من الخسائر والهزائم.

الى ذلك، شهد عهد الملك "سلمان" إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرض حصار على قطر في 5 يونيو/حزيران من عام 2017.

واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته قطر، التي اعتبرت أنها تواجه حملة تستهدف قرارها الوطني وسيادتها.

ولكن يمكن القول إن أكبر تحدي واجه عهد الملك "سلمان" والذي لا تزال المملكة تدفع تبعاته، هو ملف اغتيال الصحفي السعودي، "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018 بتلك الطريقة الوحشية والبشعة التي قل نظيرها في التاريخ. ولا تزال تداعياته تلاحق السعودية، من تحقيقات مفتوحة وإتهامات يجب على ابن سلمان والملك دفعها بطريقة ما.

وأثارت هذه القضية ردود أفعال ساخطة على السعودية، وقد أسفرت عن مظاهرات في دول عدة بالإضافة إلى مقاطعة عدد من الدول لمؤتمر "دافوس الصحراء"، في ظل اتهامات عدد من الدول لولي العهد السعودي بالضلوع في عملية قتل "خاشقجي". ولا تزال التحقيقات التي بدأتها المحققة الأممية "أغنيس كالامار" جارية ومفتوحة للوصول الى نتائج جديدة.