الديمقراطيون وترامب.. اما العزل او الفوز في الانتخابات

الديمقراطيون وترامب.. اما العزل او الفوز في الانتخابات
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

يحضر تصويت مجلس النواب الاميركي على توجيه اتهام رسمي الى الرئيس دونالد ترامب في قضية المكالمة الاوكرانية او ما يعرف باسم (UKRAINEGATE ). تصويت يضع الديمقراطيين امام مواجهة رسمية وحملة تشن بشكل مباشر على ترامب بهدف عزله.

العالم - كشكول

بداية نظرة سريعة على الاتهام الموجه لترامب والذي يتالف من بندين

البند الاول

يتمثل باتهامه بسوء استخدام السلطة. يعرّف الدستور الاميركي سوء استخدام السلطة بانه استخدام الرئيس لسلطاته الواسعة لتحقيق منافع شخصية. الديمقراطيون يتسلحون بهذا التعريف لتطبيقه على ما قام به ترامب من استخدام لسلطته لايقاف مساعدات عسكرية لاوكرانيا للضغط عليها لاجراء تحقيق ضد جو بايدن بما يخدم مصلحته السياسية الخاصة.

البند الثاني

يتمثل باتهام ترامب بعرقلة عمل الكونغرس. حيث سعى الرئيس الاميركي الى المماطلة في التحقيقات المتعلقة بعزله من خلال رفض البيت الابيض تزويد الكونغرس بوثائق تتعلق بالقضية. اضافة الى توجيه المستشارين والمسؤولين في ادارة ترامب بعدم التجاوب مع الاستدعاءات التي يوجهها الكونغرس لهم وعدم الادلاء بشهاداتهم امام اللجان الاربع التي تولت التحقيق في القضية الاوكرانية.

هذه الاتهامات يبني عليها الديمقراطيون للتصويب على ترامب، الذي اعتبر ان ما يجري محاولة انقلاب غير قانونية، وحرب مفتوحة تعلنها زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي. لكن الاخيرة تصر على الذهاب حتى الاخير في حملة العزل مع اتهامها ترامب بانه يمثل تهديدا للامن القومي الاميركي.

في ظل ذلك هناك اراء قانونية في الاوساط الاميركية تقول ان ما قام به ترامب يدخل في خانة سوء استخدام السلطة وبالتالي يعتبر عملا يستدعي التحقيق والمساءلة والمحاكمة. لكن الاراء القانونية تفقد قوتها امام المصالح السياسية لاسيما للحزب الجمهوري.

وهنا تبرز قضية دور الجمهوريين حين يصل ملف القضية الى مجلس الشيوخ حيث يمتلكون الاغلبية. الجمهوريون اعلنوا انهم ضد عزل ترامب. وزعيمهم (رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل) اعلن ان موقف الحزب لا يختلف عن موقف ترامب وانه ينسق مع البيت الابيض في الاجراءات التي يجب اتخاذها حين يصل الامر الى مجلس الشيوخ.

هذا الموقف طبيعي من حيث الواجب الحزبي الذي يملي على اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين حماية الرئيس المحسوب على حزبهم. لكن ما قد يحدث خلال عام حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يغير الكثيرمن الامور وان كان مستبعدا (حتى اللحظة). ويمكن استذكار ما حصل مع الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون عام 1974 فيما يعرف بقضية watergate . وهنا يقول متابعون انه على الديمقراطيين امتلاك دليل او شاهد من احد المقربين السابقين او الحاليين من ترامب لتوجيه ضربة قاضية له تجبر الجمهوريين في مجلس الشيوخ على قبول عزله.

لكن البعض يقول ان الظروف وطبيعة الاكثرية في مجلس الشيوخ تختلف عن قضية نيكسون. وبالتالي فان الامر يبدو صعبا على الديمقراطيين في ظل العداء المستشري بينهم وبين ترامب وحصول الاخير على موالين له داخل مجلس الشيوخ.

في ظل كل ذلك هناك راي يقول ان الديمقراطيين قد يكونوا مقتنعين بان حملتهم لن تؤدي لعزل ترامب. لكن ما يخططون له يتخطى العزل، حيث يعملون على استغلال التحقيقات والتصويت في الكونغرس والتركيز على عملية العزل كحملة اعلامية (propaganda) لاستخدامها في الحملة الانتخابية للرئاسة المقررة العام المقبل. وذلك من خلال التصويب على ترامب وارهاقه بالتحقيقات والاستدعاءات وربما بعض المفاجآت بينما يتفرغون هم لحملتهم الانتخابية.

حسین موسوی