تيار المستقبل ورسائل قطع الطرقات اللبنانية

تيار المستقبل ورسائل قطع الطرقات اللبنانية
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:١٦ بتوقيت غرينتش

رسمت حالات قطع الطرقات من قبل تيار المستقبل ومناصري سعد الحريري أكثر من علامة استفهام وتعجب، كونها تأتي في ظل تقدم عملية التأليف بعد تكليف حسان دياب، ولطالما صرح سعد الحريري أنه غير مستعد للخوض في غمار تشكيل حكومة خارج شروطه، مكتفيا بالقول "إبحثوا عن غيري!"

وتقول مصادر مطلعة إذا كان رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري حقاً لا يريد قطع الطرقات كما يردّد في مجالسه وتصاريحه، وإذا كان يريد فعلاً إعطاء فرصة جدّية للرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسّان دياب في مهمّته، فكيف يقطع مناصرو التيار الأزرق طرقات لبنان وبوتيرة يوميّة من عكار والمنية وطرابلس، مروراً ببيروت والناعمة وصولاً إلى البقاعين الأوسط والغربي؟

وتتسائل الأوساط المتابعة من يدفع هؤلاء إلى الشوارع؟ وأين مسؤولي تيار المستقبل في المناطق ولماذا لم نرَ واحداً منهم على الأقل وهو يقنع قطّاع الطرق بفتحها أمام المواطنين؟

الجواب، بحسب مصادر متابعة للملف الحكومي، هو على الشكل التالي: كما اعتمد الحريري في مشاورات التكليف، على أسلوب "قبّة الباط" لتمرير تكليف دياب، ها هو اليوم يعتمد الأسلوب عينه مع مسؤولي تيار المستقبل في المناطق، ولو طلب الحريري فتح الطرقات وعمل على سحب مناصريه من الشوارع، لتمكّن من ذلك بالتأكيد.

إذاً، قطع الطرقات يحصل ببركة من سعد الحريري، وعلى هذا الصعيد، تنقل المصادر عن زوّار بيت الوسط أنّ الهدف من هذا المسلسل المتنقّل القائم على الضغط من خلال الشارع، هو الوصول إلى نتيجة من إثنين، أولها إعتذار دياب تحت ضغط الشارع، وعندها نعود من جديد إلى نقطة الصفر، وقد تكون من الأمور التي يمكن أن تعيد الحريري إلى السراي بعد إجراء الإستشارات النيابية الملزمة من جديد، وعندها أيضاً، يمكن للحريري أن يفاوض القوى السياسية إنطلاقاً من قاعدة، لماذا لا تُقدّم لرئيس الحكومة المستقيل التنازلات التي قُدّمت لدياب لناحية القبول بحكومة إختصاصيين مستقلين؟!

أما النتيجة الثانية، فهي إعادة الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية السفير نواف سلام الذي أظهر الشارع المنتفض قبوله له أكثر من أيّ إسم آخر طرح لرئاسة الحكومة .

فاذا نجح الحريري بتحقيق السيناريو الأول، يعود إلى السراي على حصان أبيض، ويكون بذلك قد إستعاد الرئاسة الثالثة وجمهوره السنّي، وردّ الصاع صاعين حسب المصادر إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي كان الرافض الأول لحكومة إختصاصيين برئاسة الحريري.

وإذا تحقّق السيناريو الثاني، أيّ بوصول سلام إلى السراي، يكون الحريري قد ظهر أمام الشارع وكأنه السياسي الوحيد الذي شعر بخطورة الأزمة وتخلّى عن منصبه وساهم بوصول الشخص الذي يطالب به الحراك، هذا بالإضافة إلى تسجيله هدفاً في مرمى باسيل وحزب الله وحركة أمل، هدف، تفسيره في المعادلة حسب رؤية المراقبين كالتالي: أبعدتموني عن رئاسة الحكومة لصالح مرشح لا أرضى عنه، فأسقطته في الشارع وأوصلت المرشّح الذي ترفضوه ويرضي به الشارع المنتفض.

هذا الضغط الذي يمارسه الحريري ضمناً عبر ورقة الشارع، بدأ يزعج الحراك أكثر فأكثر، وقد بدأت الإشكالات تقع في بعض المناطق بين مناصري تيار المستقبل وشباب الحراك، كل ذلك لأنّ المحتجين لا يريدون أن يسمح لتيار المستقبل أن يستغل تحرّكاتهم لإعادة الحريري إلى الحكومة، وهو من بين الأسماء الاستفزازيّة لتولّي هكذا منصب في المرحلة الأدقّ مالياً واقتصادياً في تاريخ لبنان.

مراسل العالم - حسين عزالدين

كلمات دليلية :