شاهد/ بعد خيبة الرهان على اميركا..السعودية إلى أين؟

الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية تحولت الى استراتيجية الحديث مع الخصوم بعد فشل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان تجاه اليمن وقطر وايران، في ظل تخوف سعودي من مصداقية الادارة الاميركية في حماية الحليف السعودي، خاصة بعد الهجمات اليمنية على المنشات النفطية للرياض في ايلول سبتمبر الماضي.

العالم – خاص بالعالم

الحديث مع الخصوم، معادلة جديدة بدات السعودية تبني عليها مقارباتها للسياسة الخارجية. مقاربة لم تكن عن اقتناع بجدوى الحوار بقدر ما هي نتيجة فشل سياسات اعتمدتها الرياض من اليمن الى قطر وصولا الى ايران، وسط تراجع التلهف الاميركي لحماية الحليف السعودي.

التحول النوعي في تعاطي السعودية بدأ بعد الهجوم على منشاتي النفط في بقيق وخريص في ايلول سبتمبر الماضي.

حيث تكشف صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الهجوم دفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاتخاذ منعطف غير معتاد يعتمد على الدبلوماسية لتهدئة التوترات الاقليمية. الهجوم تضيف الصحيفة نجح في دفع الرياض نحو المسار الدبلوماسي اكثر من مساعي الادارة الاميركية في هذا الخصوص.

وما اوجد هذه المقاربة الجديدة تحديدا ادراك السعوديين بان دفاع واشنطن عنهم لم يعد امرا مفروغ منها. فالرد الاميركي الباهت على هجوم سبتمبر كشف ان عشرات المليارات التي دفعتها الرياض لشراء الاسلحة الاميركية لم تنفع.

وهنا كان على ابن سلمان التحول لمد اليد للخصوم. فكانت المفاوضات مع انصار الله في اليمن بعد الفشل الميداني الكبير والاستنزاف الضخم للمقدرات السعودية دون نتائج. اضافة للشرخ في العلاقة مع الامارات بعد سحب الاخيرة قواتها واعتمادها سياسية اكثر تقاربا مع ايران.

على الخط القطري بدا التحول السعودي بعد عامين من الحصار ضد الدوحة، مع البحث عن طريق عابر للحدود يصلح العلاقة مع قطر. فكانت دعوة امير قطر لحضور قمة مجلس التعاون الاخيرة في السعودية، بعد الفشل في اجبار الدوحة على تنفيذ اي من الشروط التي وضعتها الرياض ودول الحصار.

اما بالنسبة لايران، كانت الرسائل السعودية دليلا على ادراك محمد بن سلمان بان التعاطي الاميركي مع الملف الايراني لن يحقق له اهدافه ذات السقف العالي التي اعلنها ضد طهران.

كل ذلك يكشف قلقا سعوديا من مرحلة غامضة ومخيفة بالنسبة للعلاقة مع الاميركيين، مع اغفال السعوديين حقيقة ان سياسة ترامب لا تختلف عن سلفه باراك اوباما تقول نيويورك تايمز. كما ان التخوف من هوية الرئيس الاميركي المقبل يضع السعوديين امام خيارات تحتم عليهم اعادة ضبط السياسة الخارجية بعد سنوات من المغامرات غير المحسوبة.