استكمال مسلسل استهداف وتصفية أبناء القطيف والأحساء

استكمال مسلسل استهداف وتصفية أبناء القطيف والأحساء
الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

اغتالت قوات جهاز رئاسة أمن الدولة السعودية الشاب أحمد آل سويد والشاب عبدالله النمر، بطريقة التصفية المتعمّدة وسط الشارع العام خلال اقتحام حي العنود شرقي الدمام في 25 ديسمبر 2019، من دون أي مبرر، إنما استكمالاً لمسلسل استهداف أبناء “القطيف والأحساء”.

العالم - السعودية

في التفاصيل، أن قوات أمن الدولة وفرق المباحث العامة ودوريات الشرطة، نفذت عملية اغتيال دموية بحق الشابين الشهيد آل سويد من بلدة البحاري والشاب الشهيد النمر من بلدة العوامية في القطيف، بطريقة التصفية المتعمدة، وبطريقة التصفية الجسدية المتعمّدة، وباستخدام الرصاص الحيّ، على الرغم من أن الشابين لم يكونا مطاردين أو مطلوبين للسلطة بأية ذريعة مفبركة، كما لم يذكر اسميهما على لوائح المطلوبين التابعة لوزارة الداخلية وهي اللوائح المفبركة للنيل من أبناء المنطقة، وهي الصيغة التي فبركها الإعلام السلطوي وحاول الترويج لها.

عاش أهالي على حي العنود شرقي الدمام امتداد ساعات يوم 25 ديسمبر 2019، حالة حرب وذعر، مع اقتحام المركبات العسكرية الحي، وانتشار الآليات والعناصر المدججة بالسلاح، كما انتشرت فرق القناصة على أسطح المباني، وروعت قوات السلطة استقرار الحي مطلقة العنان، لرصاص اسلحة عناصرها لينتشلا في كل مكان، من دون أن يلتفت إلى حياة الأهالي، في الحي المأهول، ما دفع السكان إلى التزام منازلهم لساعات طوال، لم يعلم فيها أسباب الانقضاض عليهم.

اغتالت السلطة مرة جديدة وبطريقة متعمّدة اثنين من أبناء القطيف، لتؤكد على وحشيتها المتعمّدة ضد الأهالي، وترسم صورة متواصلة من سيناريوهات القتل والاغتيال والاقتحام وسط الشوارع العامة، إذ كشفت التفاصيل أن عملية الاغتيال التي استغرقت 45 دقيقة، كانت عن سبق تخطيط وترصد، إذ أن الشهيدين كانا متواجدين في إحدى ورش تصليح السيارات، في الدمام، صباح يوم الأربعاء 25 ديسمبر، حين انهال عليهما رصاص عناصر أمن الدولة، فعمدا إلى الفرار بحثا عن مكان آمن يلجأون إليه هاربين من الموت، واتجها نحو حي العنود، ولكن، الموت كان أسرع مع انتشار فرق الموت في كل مكان، والقناصة تترصد من على أسطح المنازل والمدرعات تطوق الحي، وتم اغتيال الشابين بطريقة القتل المتعمد على طريقة ونهج العصابات المسلحة، من دون أي تبرير أو ذريعة يمكن للسلطة أن تختبئ خلفها السلطة، وقد عمد عناصرها إلى سحب الشهيدين واعتقالهما، وذلك خوفاً من أن يتم تشييعهم ورسم الصورة الكبرى لتشييع الشهداء التي يقوم بها أبناء المنطقة، وهي مما لا شك فيه أنها ترعب السلطة.

ناشط قطيفي، كشف في تغريدات متلاحقة عبر “تويتر”، عن تفاصيل العملية، وكيفية تزوير الإعلام للحقيقة، وبين أن مزاعم الأخير حول حمل الشابين الشهيدين للسلاح لم تكن سوى ادعاءات، كان لأحد عناصر السلطة أن ينفيها، وهو ممثل وزارة الداخلية الأسبق سلطان العنقري، الذي أكد أن العملية كانت بتخطيط مسبق لتصفية الشابين.

هذا، ويبرز وبشكل لافت امتناع رئاسة أمن الدولة، إلى الآن عن إصدار بيان حول الجريمة المتعمدة، بالتزامن مع حملة تشويه متواصلة ضد أبناء المنطقة.

لا شك أن عمليات الاغتيال والتصفية المتعمدة تبرز بصورة جلية محاولات السلطة لاستهداف غير مبرر ومتواصل ضد أبناء المنطقة الذين يأبوون الظلم والضيم والخضوع والإذلال، وتؤكد مرة جديدة فشل خيار النظام السعودي الأمني والعسكري في إسكات الأصوات المطلبية في القطيف والأحساء، حيث يعاني الأهالي من الحرمان المتعمد من حقوقهم، ومع ذلك تعمد السلطة بأذرعها الغاشمة إلى الإنقضاض على واقع المنطقة وأبنائها من دون أي مسوغ، على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي، الذي يحاول الترويج لصورة ولي العهد محمد بن سلمان على أنه “رجل الإصلاح”،إلا أن الواقع يبرز ويؤكد أنه آلة لسفك الدم والقتل والاغتيالات.