المواجهة الأميركية مع المقاومة تنتقل إلى الميدان؟

المواجهة الأميركية مع المقاومة تنتقل إلى الميدان؟
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

 ناصر قنديل رئيس التحرير جريدة "البناء" اللبنانية كتب اليوم الاثنين مقالا في الصحيفة حول الغارة الاميركية علي العراق جاء فيه: الغارة التي شنتها طائرات أميركية، على مواقع للحشد الشعبي العراقي على الحدود السورية العراقية ليست مجرد ردّ على سقوط قتيل من العاملين مع الجيش الأميركي في إحدى القواعد التي استهدفت بصواريخ يتهم الأميركيون فصائل الحشد الشعبي بالوقوف وراءها.

العالم_لبنان

فالغارة أكبر بكثير من حجم ردّ كان ممكناً بحجم سقوط قتيل من غير الجنود، وقد بلغ عدد الشهداء والجرحى جراء الغارة 24 شهيداً، و50 جريحاً وبينهم أحد القادة، ما يعني تخلي واشنطن عن سياسة عدم الرد، وارتضاءها مجدداً دخول مواجهات الميدان، والخلاصة التي يسجلها هذا التحوّل هي قبل كل شيء أن الأميركي يرمي رهانه على التغيير بواسطة الشارع جانباً، ويسلّم بالفشل في هذا الرهان، وهو يعلم أن ارتفاع صوت قعقعة السلاح وانفجارات الصواريخ سيعطل كل رهان على عمل سياسي، ويعلم أن الخطاب اليوم في العراق وغداً في سورية، هو إعلان ساعة الرحيل لقوات الاحتلال الأميركي.

لا يوجد أي سبب لتفسير المخاطرة الأميركية بمواجهة معلومة النتائج سلفاً في غير صالحه، كما تقول كل تقارير مخابراته وخبرائه، إلا إدخال وجود قواته التي فقدت التغطية السياسية والشعبية في سورية والعراق، على خطوط التفاوض، من خلال تصعيد يضع المطالبة برحيل هذه القوات في صدارة المشهد السياسي في كل من العراق وسورية، وليس بوسع الأميركي الانسحاب على البارد، ولا ترك الإسرائيلي يواجه وحيداً وقائع وموازين القوة في المنطقة، بلا ذريعة مناسبة للانسحاب. فالتصعيد سيستدرج وساطات، وسيكون الروس أول الوسطاء، وسيكون السعي لوقف النار وإعلان الهدنة مربوطاً بموعد نهائي لانسحاب القوات الأميركية من العراق وسورية.