العبرة ليست لاجتماع الدوحة.. العبرة لنيران الميدان

العبرة ليست لاجتماع الدوحة.. العبرة لنيران الميدان
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

في الرابع من فبراير الجاري انطلقت طائرة اسرائيلية من مطار بن غوريون في مدينة اللد نحو الاردن وعلى متنها رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين وقائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هليفي والوجهة لم تكن عمان وانما العاصمة القطرية الدوحة،

العالم - قضية اليوم

هناك التقى الرجلان مسؤولين قطريين بينهم كما يبدو العمادي ورئيس جهاز المخابرات القطرية وشخصيات اخرى لم يتم ذكرها في داخل قصور الدوحة ، الزيارة السرية -وفي داخل الكيان لا يوجد هناك ما هو سري ويعترف بذلك كافة المسؤولين الامنيين - استمرت لاربعة وعشرين ساعة وعاد الرجلان الى تل ابيب ليعقدا اجتماعا مطولا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اطلعاه خلاله على ما انجزاه وما اخفقا فيه في هذه الزيارة، وبما ان الاجواء في داخل كيان الاحتلال محمومة بسبب الانتخابات التقط افيغدور ليبرمان الخبر واعتبره فرصة لمهاجمة خصمه نتنياهو من خلال تصريحات له اتهم فيها نتنياهو بتقديم رشوة لحركة حماس من خلال قطر من اجل الحفاظ على الهدوء مؤكدا ان نتنياهو طلب من القطريين ان يستمروا في دعم حماس وزيادة المخصصات التي تدفع للحركة شهريا والهدف بالطبع كان تأليب الناخب الاسرائيلي على نتنياهو ، لكن الحقيقة ان الموضوع اكبر بكثير من دعاية انتخابية ارادها نتنياهو والموضوع كان يتعلق بتقدير امني حمله الرجلين يقول ان الجبهة الجنوبية على شفا الانفجار الكبير في وقت يدركون فيه في المؤسسة الامنيه الاسرائيلية انهم غير قادرين على مواجهة الانفجار وصواريخ المقاومة في هذه المرحلة، احد المسؤولين الامنيين الاسرائيليين سأل بشكل مباشر هل لدى تل ابيب قدرة على خوض حرب طويلة الامد مع المقاومة الاسلامية في قطاع غزة فاجاب دون تفكير (لا ) حرب طويلة الامد في قطاع غزة يعني الشلل لاكثر من ثلاثة ملايين اسرائيلي واحتمالية سقوط قتلى في القصف الصاروخي هذا اذا ظل استناد الحرب على القوة الجوية اما في حال انتقلت الحرب على الارض مع وجود صواريخ الكورنيت فهذا يعني ان اعداد القتلى ستزداد والكيان غير قادر على تحمل مقتل عشرة جنود أو اسرهم هذا اذا لم تكن المقاومة قد استعدت بمفاجآت جديدة في ظل تاكيدات المستوى الامني الاسرائيلي ان اسفل مدينة غزة مدينة اخرى للمقاومة ، يعترفون في تل ابيب ان هذه المرحلة هي مرحلة استجداء المقاومة في غزة وانهم مضطرون ان يجوبوا عواصم الدنيا كي يصلوا الى ما يصفوه بهدنة طويلة الامد في القطاع لانهم لا يملكون ثمن الانفجار في الضفة التي يسيطرون عليها بقواتهم العسكرية بشكل مباشر فما بالك في غزة التي تتهيأ كل يوم عسكريا من اجل ما تسميه المواجهة الكبرى، للاسف دائما ما يحاول الاعلام العربي ان يظهر المقاومة في حالة الضغف ويردد الدعاية الاسرائيلية وكأنها بقرة مقدسة لكن الحقيقة على الارض ان المقاومة في احسن احوالها وهي قادرة على فرض الشروط لا بل وفرض الاملاءات لانها تقدر على الصمود في اي معركة بينما الطرف الاخر ان هطلت الصواريخ على راسه لعدة ايام يبدأ بمخاطبة (طوب) الارض ليصل الى تهدأة والساعات الاخيرة في اثر عملية الاغتيال والتمثيل بجثمان الشهيد محمد الناعم وما شهده من عمليات قصف لعسقلان ولغلاف غزة لهو الدليل الاكبر على صدق قدرة المقاومة على الرد بحزم وهذا يفسر احد اهم البنود التي جاءت في صفقة ترامب والتي تشترط نزع سلاح المقاومة لان هذا السلاح اصبح قوة ردع حقيقية للاحتلال يحاول ومن خلفه الولايات المتحدة التخلص منه .

فارس الصرفندي