العالم - تقارير
في إطار الجهود الدولية لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد، واصلت دول العالم الاثنين إلغاء الرحلات الجوية وإغلاق الحدود والمنافذ البرية والبحرية وفرض قيود صارمة على الدخول وإجراءات الحجر الصحي وتعليق الدراسة وإغلاق المساجد والكنائس وتقييد التجمعات الكبرى، وصدرت تعميمات بإغلاق المطاعم والنوادي والمقاهي.
حصيلة الوفيات والإصابات حول العالم
وبلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد 168 ألفا و250 حول العالم، في حين وصل عدد الوفيات الى 6501 في 142 بلدا.
وتستند هذه الحصيلة إلى بيانات جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية من السلطات الوطنية والمعلومات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وواصل فيروس كورونا التراجع في الصين التي ظهر فيها لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي حيث أصاب حتى الآن 80 ألفا و860 شخصا وأدى لوفاة 3213، معظمهم في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي.
لكن الصين سيطرت على الوضع، وطيلة الأسابيع الماضية انخفض عدد الإصابات والوفيات في البلاد. واليوم الاثنين سُجلت 16 إصابة جديدة و14 وفاة هناك.
وبعد تعافي الصين، أصبحت إيطاليا الدولة الأكثر تأثرا بالفيروس على مستوى العالم، حيث سجلت أزيد من 24 ألف إصابة و1809 وفيات.
اسبانيا.. ثاني بؤرة لكورونا بعد ايطاليا
وتعتبر إسبانيا ثاني بؤرة لتفشي فيروس كورونا في أوروبا بعد إيطاليا، فقد سجلت السلطات الإسبانية 8744 إصابة عقب الإعلان الإثنين عن إحصاء ألف إصابة جديدة بكوفيد-19. وارتفع عدد الوفيات من 288 الأحد إلى 297 الإثنين والإصابات إلى 7753، بحسب الحصيلة الرسمية الجديدة.
وأعلن اليوم الاثنين عن إصابة عمدة مدريد بفيروس كورونا المستجد.
وفي فرنسا قال مدير جهاز الصحة العامة جيروم سالومون اليوم إن بلاده تجد صعوبة في احتواء تفشي وباء كورونا في وقت تدرس فيه السلطات إن كانت ستطبق إغلاقا جزئيا.
وصرح أن عدد الحالات في البلاد "أصبح يتضاعف كل ثلاثة أيام" مبديا قلقه من احتمال بلوغ المستشفيات طاقة استيعابها القصوى.
وبحسب آخر أرقام صدرت عن الوكالة الوطنية للصحة العامة مساء الأحد، فإن حصيلة وباء كوفيد-19 في فرنسا ارتفعت إلى 127 وفاة و5423 إصابة مثبتة، بزيادة 36 وفاة وأكثر من 900 إصابة في 24 ساعة. وأدخل أكثر من 400 شخص إلى المستشفيات وهم في حالة خطرة.
انتقادات موجهة للحكومة البريطانية
وفي سياق متصل، قررت الحكومة البريطانية عزل من هم فوق الـ70 عاما من المسنين لمدة أربعة أشهر، كما أمرت بتفعيل قانون الطوارئ الذي لم يفعل منذ الحرب العالمية الثانية. وبدأت بريطانيا مؤخرا بإلغاء الفعاليات الرياضية وإغلاق المدارس مقتدية بذلك بالتجربة الأوروبية.
ووجهت لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جانسون العديد من الانتقادات بسبب سياسته المتبعة لمكافحة فيروس كورونا وتأخر الإجراءات الوقائية.
والجمعة، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت بؤرة الوباء في الوقت الراهن بعد تسجيل حالات إصابة ووفيات أكثر من بقية العالم بأسره، باستثناء الصين محذرة في الوقت ذاته أنه من "المستحيل" معرفة توقيت بلوغ ذروة الفيروس على المستوى العالمي.
الى ذلك قررت الحكومة التشيكية اغلاق معظم المحلات التجارية والمطاعم باستثناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات ومحطات الوقود.
ترامب يدرس حظر التجول في امريكا
وفي الولايات المتحدة وكندا، بلغ عدد الإصابات 4087، في حين بلغ عدد الوفيات 71 شخصا.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مصادر في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس إمكانية فرض حظر للتجوال في الولايات المتحدة، في حين يتواصل تطبيق الحظر الأمريكي على دخول معظم الناس من أوروبا الذي بدأ منذ منتصف ليلة الجمعة.
من جانبه، أعلن الجيش الأمريكي أنه سيوقف معظم السفر الداخلي، وسيوسع القيود السابقة على السفر الدولي لأفراده في الخدمة الذي يزيد عددهم على مليون حول العالم.
اجراءات صارمة في تشيلي وكولومبيا
وفي تشيلي، أعلن الرئيس سيباستيان بينيرا منع إقامة الفعاليات العامة التي تضم أكثر من 500 شخص، لينضم بهذا إلى دول مثل أستراليا التي دخل فيها الحظر حيز التنفيذ اليوم الإثنين.
كما أعلنت كولومبيا إغلاق حدودها مع فنزويلا ومنع دخول الزوار الذين كانوا في أوروبا أو آسيا الى اراضيها.
تعليق رحلات دولية واغلاق مراكز تسوق
وبعد ان علقت الكثير من الدول رحلاتها الدولية مؤقتا، أثر حظر السفر على شركات الطيران وشركات السياحة في العالم، في حين تضررت الأسواق المالية بموجة بيع وسط حالة من الذعر.
وفي هذا السياق، أعلنت العاصمة الفلبينية مانيلا، التي يقطنها 12 مليون نسمة، حظر التجول ليلا وحثت مراكز التسوق على الإغلاق لمدة شهر.
من جانبها، أعلنت ماليزيا عن تسجيل 125 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، معظمها مرتبط بحفل ديني حضره حوالي 16 ألف شخص.
وبذلك يرتفع عدد الإصابات الجديدة في البلاد إلى 553 لتظل الأكثر تضررا في منطقة جنوبي شرقي آسيا.
وأعلنت ماليزيا إغلاقا شبه كامل للبلاد لمدة أسبوعين لمحاصرة انتشار كورونا.
في تايوان تم الاعلان عن تسجيل ثماني حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا اليوم الاثنين، في أكبر زيادة يومية رغم أن جميع المصابين الجدد وصلوا البلاد من الخارج.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات في تايوان 67 حالة. ومن بين أحدث المصابين أشخاص عائدون من النمسا وألمانيا.
وأكدت تايوان أنها ستطلب من المسافرين من البر الرئيسي لأوروبا وبريطانيا وأيرلندا عزل أنفسهم لمدة 14 يوما، بينما طبقت نيوزيلندا إجراء مماثلا على جميع الوافدين.
ودعت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن السفن السياحية، وهي مصدر رئيسي للعدوى في بعض البلدان، إلى عدم القدوم لنيوزيلندا حتى 30 يونيو/ حزيران.
وسط كل ذلك، أعلنت روسيا التي سجلت 45 إصابة من دون أية وفاة، اغلاق حدودها البرية مع النرويج وبولندا أمام الأجانب، أسوة بما قامت به مع الصين.
تسجيل اول حالة وفاة في البحرين
وسجّلت البحرين اليوم أول حالة وفاة بفيروس كورونا لمواطنة تبلغ من العمر 65 عاما، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، وهي الوفاة الأولى في الدول الخليجية.
من جانبها، كشفت وكالة الأنباء السعودية أن المملكة قامت بتعليق جميع الرحلات الدولية لمدة أسبوعين ابتداء من يوم امس الأحد.
الى ذلك، قررت السلطات الإماراتية منع إقامة الصلوات في المساحد بداية من اليوم الاثنين ولمدة أربعة أسابيع لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وسُجّلت في الدول الخليجية نحو ألف إصابة بالفيروس، أكثرها في قطر حيث بلغت الإصابات 439 بحسب الاحصائيات الرسمية.
واتّخذت السلطات الخليجية قرارات وإجراءات صارمة، بينها وقف الرحلات الجوية.
وفي تركيا اعلنت وزارة الصحة اليوم الاثنين رصد 12 حالة إصابة جديدة بكورونا، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات إلى 18، في أكبر زيادة يومية منذ الإعلان عن أول حالة الأسبوع الماضي.
اجراءات جديدة في الجزائر ومصر
أعلنت الحكومة الجزائرية الاثنين تعليق كل الرحلات الجوية والبحرية من وإلى كامل أوروبا، بحسب بيان لرئاسة الوزراء.
وكانت الحكومة الجزائرية قرّرت الأحد تعليق الرحلات الجوية والبحرية مع فرنسا، بدءا من الثلاثاء.
من جهتها اعلنت الحكومة المصرية تعليق حركة الطيران في المطارات المصرية كإجراء وقائي على خلفية تفشي كورونا.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي "سيتم تعليق حركة الطيران اعتبارا من يوم الخميس 19 مارس/آذار وحتى 31 مارس/آذار" الجاري بهدف التخفيف من احتمال تفشي الفيروس.
كما أعلن مجلس السيادة السوداني الاثنين، حالة الطوارئ الصحية وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا في البلاد.
كورونا يتسلل الى القارة الافريقية
وفي أفريقيا تتوالى الإعلانات عن الحالات الجديدة، وحتى الحين سجلت القارة 371 إصابة و8 وفيات.
وأعلنت وزيرة الصحة الصومالية اليوم الاثنين تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا لمواطن صومالي قادم من خارج البلاد.
وفي رواندا قالت وزارة الصحة إن عدد حالات الإصابة بكورونا في البلاد زاد إلى خمسة، ومنهم مواطن لم يسافر في الآونة الأخيرة.
وأعلن مسؤول بوزارة الصحة في ليبيريا أن البلاد سجلت أول حالة إصابة بكورونا اليوم الاثنين.
وأغلقت عدة دول أفريقية حدودها، وألغت الرحلات الجوية، وفرضت قيودا مشددة تتعلق بالدخول والحجر الصحي، في مسعى لاحتواء التفشي.
وفي حين يزداد انتشار العدوى في أنحاء العالم، وتشتد أيضا وطأة تأثير فيروس كورونا على الحياة اليومية، بدت العديد من العواصم والمدن شبه مهجورة مع اتخاذ الحكومات إجراءات صارمة لاحتواء فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم.