بومبيو يتحدث عن تخفيف الحظر عن إيران.. لماذا؟

بومبيو يتحدث عن تخفيف الحظر عن إيران.. لماذا؟
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر بعض المراقبين، إشارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمره الصحفي في واشنطن يوم امس الثلاثاء، الى احتمال أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات على إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، بانه تحول في لهجة وزارة الخارجية الأمريكية، التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب نهجها المتشدد فيما يتعلق بتخفيف العقوبات حتى بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تخفيفها.

العالم - يقال ان

هذا الاستنتاج الذي خرج به البعض من تصريحات بومبيو لم يكن صحيحا، فالرجل وفي نفس المؤتمر الصحفي ما انفك يردد الكذبة الامريكية بشأن عدم تأثر الامدادات الانسانية والطبية بالعقوبات الامريكية ، لانها كما يزعم بومبيو لا يشملها الحظر، بينما العالم اجمع وفي مقدمته منظمة الامم المتحدة وحلفاء امريكا، قد بح صوتهم وهم يحذرون الثرثار بومبيو وسيده الارعن من إن العقوبات الأمريكية الاحادية الجانب تردع الشركات العالمية عن التجارة في المواد الإنسانية والطبية مع إيران.

بومبيو بالاضافة الى عدم تقديمه اي إشارة ملموسة، في مؤتمره الصحفي، تدل على ان ادارته المتطرفة تخطط لتخفيف الحظر الظالم والاحادي الجانب عن ايران، رفض ايضا تحديد اي موعد لتخفيف الحظر، وذلك عندما سُئل عن مثل هذا التخفيف وهل يمكن ان يبدأ في 20 مارس آذار، حيث اكتفى بالرد عبر تكرار كذبته المفضوحة: "إن العقوبات الأمريكية لا تسري على المستلزمات الطبية وغيرها من السلع الإنسانية"!.

يبدو ان تصريحات بومبيو الاستعراضية عن تخفيف العقوبات عن ايران ، جاءت من اجل التخفيف من الضغوط والانتقادات الدولية الحادة التي تتعرض لها امريكا بسبب سياستها اللانسانية واللاخلاقية ازاء ايران، واصرارها على مواصلة هذه السياسة حتى في ظل مكافحة ايران لوباء كورونا، حيث شددت امريكا خلال الاسابيع الماضية العقوبات ضد طهران بوضع المزيد من العراقيل امام تصدير النفط الايراني.

هناك من اعتبر "التحول" في لهجة بومبيو ربما يكون ردا على التحرك الاوروبي، الذي اعلنت عنه المانيا بشأن قيامها الى جانب فرنسا وبريطانيا بتصدير معدات طبية إلى إيران في أول صفقة بموجب آلية "إينستكس" التي اقيمت لمبادلة السلع الإنسانية والغذائية مع ايران، والتي جاءت رغم تواضعها الجم، لتكشف زيف مزاعم بومبيو ورئيسه المخبول حول عدم شمول العقوبات الامريكية للسلع الانسانية والطبية والغذائية.

تبقى الجريمة الامريكية ضد ايران، والمتمثلة بحرمان الشعب الايراني من الدواء والمستلزمات الطبية لمواجهة تفشي وباء كورونا، والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ب "الارهاب الطبي"، وصمة عار على جبين الادارة الامريكية الارهابية العنصرية المتطرفة، لن يمحيها الا الرفع الكامل للعقوبات الظالمة والاحادية الجانب عن الشعب الايراني، ودفع التعويضات لنسبة كبيرة من ضحايا وباء كورونا، الذي فقدوا حياتهم بسبب نقص المعدات الطبية التي حرمتهم منها امريكا.

سعيد محمد