من أنتم بحق... يا ملائكة العراق؟

من أنتم بحق... يا ملائكة العراق؟
الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠٢٠ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

عندما تحل بنا مصيبة ما، نراهم أمامنا يدافعون عنا، غير آبهين بما قد يحصل لهم، هم ليسوا بملائكة، بل رجال تركوا عائلاتهم وأحلامهم وحياتهم ونظروا نحو الأفق.

العالم - يقال ان

جعلوا من الآية الكريمة " أشداء على الكفار رحماء بينهم"، منارة لهم، ليضيئوا طريقا أظلمه الحقد وارهاب الطغاة، وفي حزيران/ يونيو 2014، عندما كثر ظلم وفساد جماعة داعش الارهابية أصدر آية الله السيد علي السيستاني "فتوى الدفاع الكفائي" ليسارع هؤلاء الرجال لتلبية نداء المرجعية للذود والدفاع عن الناس الأبرياء، وشكلوا قوة ضاربة، باتت تعرف بالحشد الشعبي.

هؤلاء الرجال أعاروا الله جماجمهم، فعانقوا النّصر قبل أن يروه، ضرباتهم وشجاعتهم في ميدان القتال شاهدها كل العالم، لينتقلوا من نصر الى نصر على الإرهاب وأعوانه.

وما إن تنفس العراقيون الصعداء بعد القضاء على جماعة داعش الارهابية، حتى جاء وباء فيروس كورونا، ليضع العراق أمام امتحان جديد، فما كان من رجال الحشد الشعبي إلا أن لبوا نداء الوطن ووضعوا يدهم بيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، لمساعدة المنظومة الصحية في البلاد لدفع البلاء عن العراق وأهله.

فتطوعوا لبناء مستشفيات ميدانية متنقلة جنوب ووسط البلاد وشرعت مديرية الطبابة في "الحشد" في تأهيل وترميم عدد من المستشفيات ، وانتشرت في الشوارع والأسواق والمناطق الشعبية والفقيرة لتعقيمها، فضلا عن إطلاقها حملة توعية لمكافحة الفيروس في البلاد، وهو ما اعتبر خطوة إيجابية رحب بها كل إنسان شريف...

وتحت عنوان «مكافحة الجائحة»، أطلق "الحشد"، الأسبوع الماضي، حملة تعقيم في العاصمة بغداد ومحيطها، بمشاركة أكثر من 5000 شخص و1200 آلية.


وفي الأيام القليلة الماضية، برز تحدي دفن ضحايا كورونا، وخصوصا أن المقابر في العراق محدودة جدا، وقد تولى رجال الحشد هذه المهمة، من نقل المتوفين وتغسيلهم إلى تكفينهم ودفنهم، من دون استثناء أي مكون، كل ذلك وفق "استفتاء المرجعية" الأخير.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقاموا بتوزيع المواد الغذائية للعوائل الفقيرة، دون أي تمييز، وبمبادرات تطوعية، فمن أنتم بحق يا ملائكة العراق؟

*علي القطان