"كمامات قاتلة" بالمغرب.. تروّجها "عصابات" وتلاحقها السلطات

الثلاثاء ٢١ أبريل ٢٠٢٠ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

السلطات في المغرب تشنّ حملات لضبط مستلزمات صحية غير مطابقة للمواصفات والتي تنتج محليًا وتوزع بين الناس للحد من إنتشار فيروس كورونا.

العالم - المغرب

في وقت فرض فيه المغرب إرتداء الكمامات الواقية بشكل إجباري لمحاصرة فيروس كورونا، ظهرت ممارسات سلبية، أبرزها الترويج لكمامات تفتقر إلى معايير الجودة الطبية المطلوبة.

وحذّر نقابي مغربي من ظاهرة "الكمامات القاتلة" (غير الصالحة للإستعمال)، بعد توقيف أشخاص يُشتبه بصناعتهم مثل هذه الكمامات، فيما رأى حقوقي أنه لا يمكن تقبل وجود أشخاص يتاجرون في كمامات مغشوشة في هذه الظرفية.

وقبل أيام أسفرت عمليات أمنية لمكافحة ترويج البضائع ومواد التطهير غير المطابقة للمواصفات الطبية، وبينها كمامات، عن توقيف عدد من الأشخاص.

ووجّهت الشرطة القضائية إلى 5 أشخاص، جرى توقيفهم في 9 أبريل/ نيسان الجاري، تهم "تزييف كمامات واقية والنصب والإحتيال وتحضير وبيع أشياء مضرة بالصحة العامة"، مع إحالتهم إلى المحاكمة، وفق إعلام محلي.

وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، منتصف الشهر الجاري، "توقيف مالك محل للخياطة بمدينة مكناس (شمال)، للإشتباه في تورطه في صناعة وترويج كمامات واقية تفتقر لمعايير الجودة الطبية، لترويجها بشكل غير قانوني في الأسواق المحلية".

- إستخدام الكمامات.. إجباري

بداية من أبريل الجاري، فرضت السلطات إرتداء الكمامات الواقية على كل المسموح لهم بالتنقل خلال حالة الطوارئ الصحية، في إجراء جديد لمحاصرة الفيروس.

وشدّدت على أن وضع الكمامة "واجب وإجباري، وكل مخالف يتعرض لعقوبة حبسية من شهر إلى ثلاثة أشهر وغرامة تراوح بين 300 و1300 درهم (نحو 33 و140 دولارًا) أو بإحدى العقوبتين".

وقال رئيس قسم صحة البيئة بوزارة الصحة، رشيد وهابي، في وقت سابق، إن "السلطات المختصة بلورت معيارًا وطنيًا إشتغلت عليه كافة الوزارات المعنية لضمان جودة الكمامات المطروحة في الأسواق".

وأضاف وهابي في تصريح للوكالة المغربية الرسمية للأنباء أن من بين المعايير المعتمدة "صناعة الكمامات بمادة صالحة لبشرة الإنسان ولا تشكّل خطر الإصابة بأمراض من قبيل الحكة أو إلتهاب الجلد (إكزيما)".

وتابع أنه "يجب تجنّب صنعها بثوب منسوج على إعتبار أنه قد يسرّب الميكروبات، وضرورة إستيفاء الثوب المعايير المعتمدة لصنع الكمامة بطريقة علمية وتقنية دقيقة تضمن فلترة الفيروسات".

وأعلن وزير الصناعة والتجارة والإقتصاد الأخضر الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أنه تمّ حتى 13 أبريل الجاري، توزيع أزيد من 13 مليون كمامة واقية.

وأضاف: "قرّرنا تزويد المواطنين بهذه الكمامات الواقية من خلال بيعها في أكثر من 60 ألف متجر".

ومنذ 14 أبريل تجاوز إنتاج المغرب 3.2 ملايين كمامة يوميًا، ووصل إلى تصنيع 5 ملايين يوميًا.

- خطر زيادة الإصابات

إعتبر رضا شروف، الكاتب العام لـ"الجامعة الوطنية لقطاع الصحة" التابعة للإتحاد العام للشغالين بالمغرب أن "إستعمال كمامات تفتقر للمكونات الضرورية، التي توفّر الحماية من عدوى كورونا، سيساهم في رفع عدد الإصابات".

وأضاف شروف لوكالة أناضول، أن "إستعمال المواطنين كمامات يعتقد أصحابها أنها تحميهم من الإصابة، وهي في الواقع عكس ذلك، ينطوي على خطورة بالغة".

وأوضح أن "الوضعية الوبائية في البلاد مستقرة، رغم وجود بؤر عائلية ومحلية، لكنها تفرض في الآن ذاته مزيدًا من الحيطة والحذر".

وسجّل المغرب حتى صباح اليوم الثلاثاء إصابة 3046 شخصًا بـالفيروس، توفي منهم 143، وتعافى 350.

وتابع شروف قائلا: "نحيّي الأجهزة الأمنية على يقظتها في ملاحقة مروّجي الكمامات غير الصالحة وكل المتلاعبين بصحة المغاربة".

- ممارسة غير مقبولة

قال عزيز ادامين، ناشط حقوقي، إنه يمكن تقبل ومناقشة مواطنين لا يلتزمون بالحجر الصحي، أو بائع زاد على ثمن الكمامات، أو سوق أسبوعي مزدحم، أو الزحام في محلات تجارية كبرى، لكن لا يمكن تفهم شبكة تصنع كمامات مزورة ومغشوشة.

وأضاف، في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، أنه لم يتقبل كيف أقدمت عصابة على بيع 15 ألفًا من الكمامات المزورة والمغشوشة لأطباء وممرضين.

ولمحاصرة كورونا، إتخذ المغرب إجراءات بينها إغلاق المطاعم ودور السينما والأماكن الرياضية والترفيهية إلى أجل غير مسمى، مع إستثناء الأسواق والمتاجر ومحلات عرض وبيع المواد والمنتجات الضرورية للمعيشة اليومية، وكذلك المطاعم التي توفّر خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل.

كما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة جزئيًا في المملكة، وأفتى المجلس العلمي الأعلى (أعلى هيئة علمية) بضرورة إغلاق أبواب المساجد لمنع تفشي الفيروس.

كلمات دليلية :