سودانيون وسوريون وقود لنزاع ليبيا.. من يدفع ومن يقتل ومن المستفيد؟! 

سودانيون وسوريون وقود لنزاع ليبيا.. من يدفع ومن يقتل ومن المستفيد؟! 
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

في خضم الازمة الليبية وكل المآسي التي بتنا نسمعها يوميا عن ما يجري من اقتتال بين الفقراء الليبيين، وما يتم تتناقله بين الفينة والأخرى عن ارسال سوريين للقتال في ليبيا، يظهر خبر جديد ليزيد طين ليبيا بلة، وهو حديث بعض وسائل الإعلام ان احتمال ارسال سودانيين ايضا للمشاركة في القتال هناك. 

العالم - يقال أن

الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام يقول ان طائرة إماراتية تحمل 3 مسؤولين رفيعي المستوى حطت في الجزء العسكري لمطار الخرطوم لبحث امكانية ارسال جنود سودانيين الى ليبيا للمشاركة الى جانب اللواء حفتر ضد الوفاق.

هذا الخبر يأتي بعد أيام قليلة عن نقل خبر عن قيام المخابرات التركية بإرسال مجموعة جديدة من المسلحين السوريين للقتال الى جانب الوفاق في ليبيا، حيث حثت المخابرات التركية بحسب بعض المصادر الخبرية المجموعات المسلحة التابعة لما يسمى ب'الجيش الحر' لأعداد قوائم جديدة لإرسالها الى ليبيا، ليبلغ العدد الكلي بحسب اخبار غير موثقة 2200 سوري.

وهنا يجدر السؤال عن مصير كل هذه القوات التي ذهبت او ستذهب الى ليبيا من سوريين وسودانيين وغيرهم، ولماذا يذهبون الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولماذا يجب أن يقتل السوريين والسودانيين بعضهم ولحساب من، ولماذا يجب أن تهدر أموال المسلمين سواء من تركيا أو الإمارات او غيرهم على هذه الحروب فيما لدينا الكثير من المشاريع التي يحتاج إليها العالم الإسلامي في الوقت الراهن، ناهيك عن آن هذا الموضوع من شأنه ان يطل أمد الازمة الليبية ويطيل معناة الشعب الليبي الذي يرى اليوم نفطه يسرق من امام عينيه دون أن يستطيع أن يستفيد منه.

للإجابة على كل الأسئلة التي سبقت يجب أن نفتح ملف مصالح الدول الأوروبية في ليبيا ونبحث فيه لنعرف ان إيطاليا تنافس فرنسا على انتزاع حصة كبرى في عقود التنقيب واكتشاف النفط وذلك بالتعاون مع شركات تمثل مصالح امريكا وبريطانيا والمانيا وروسيا، فيما تتنافس شركات روسية وصينية على عقود الحفر، وتبحث شركات 'براش بتروليوم' البريطانية و'سي آن بي سي' الصينية وفرنتل شال الألمانية و'مارثون اويل' الاميركية للفوز بامتيازات تمكنهم تحقيق اكبر أرباح ممكنة من النفط الليبي.

اذا فكل ما يدور اليوم في ليبيا من اقتتال ليس هدفه مصالح الليبيين ولا تحقيق حياة افضل لهم، بل هو بحث عن حصص في الثروات اللبية من قبل الشركات الكبرى وبلدانهم، ولا للسورين ولا للسودانيين مصلحة فيها سوى انهم سيستخدمون كوقود لتتقاسم الدول ثروات الشعب الليبي على جثث الطرفين الى جانب جثث الليبيين أنفسهم.

*باسل كعدة / العالم