صناعة كورونا وصناعة 'داعش'.. وتجريم الصانع

صناعة كورونا وصناعة 'داعش'.. وتجريم الصانع
الأربعاء ١٣ مايو ٢٠٢٠ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

الاصوات المطالبة بأن تدفع الصين تعويضات للغرب وخاصة لأمريكا بسبب خسائر فيروس كورونا، بدأت ترتفع وتأخد منحى جادا بعد ان اعلن الرئيس الامريكي انه سيتخذ قرارات في هذا الشأن ملمحا الى ان يتجاوز مبلغ التعويضات اضعاف المبلغ الذي طالبت به المانيا والبالغ 165 مليار دولار.

العالم - يقال ان

هذه هي المرة الاولى التي تُطالب فيها دولة بان تدفع تعويضات عن تفشي فيروس ظهر فجأة ولاسباب طبيعية في حدودها الجغرافية، ومن الواضح ايضا ان هذه المطالبات تأتي في اطار الحرب التجارية القائمة بين الصين وامريكا والتي مازالت موازينها تميل لصالح الاولى.

رغم انه لم تؤيد اي جهة اممية مثل منظمة الصحة العالمية، ولا حتى جهات امريكية مثل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه)، مزاعم ترامب بان الصين هي التي صنعت فيروس كورنا وانه خرج من مختبراتها، او ان الصين لم تتعامل بشفافية مع قضية ظهور الفيروس واخفت ذلك عن العالم، الا اننا نفترض جدلا ان الصين هي المسؤولة وان كورونا خرج من مختبراتها وعليها ان تدفع تعويضات لامريكا لما الحقه الفيروس من خسائر بالامريكيين والاقتصاد الامريكي، ترى ماذا عن الخسائر التي لحقت بالشعوب ومازالت بسبب طالبان و "داعش" وجميع الفيروسات الوهابية التي خرجت من المختبرات الامريكية، وهي خسائر تتضاءل امامها خسائر فيروس كورونا؟.

فيروسات طالبان و"داعش" و..، ليست كفيروس كورونا تستخدمها امريكا كورقة ضغط ضد الصين في حربها التجارية معها دون ان تكون هناك دلائل علمية تثبت تورط الصين في صناعتها، فهذه الفيروسات هي صناعة امريكية مائة بالمائة باعتراف كبار المسؤولين الامريكيين انفسهم، وهي فيروسات مازالت تنخر في الدول والشعوب ووصل عدد ضحاياها الى عشرات الملايين من البشر بين مقتول ومذبوح ومشرد في العراق وسوريا وافغانستان وليبيا واليمن والجزائر والصومال ومالي وو..

كيف يمكن ان تطالب الشعوب التي مات الملايين منها اما قتلا في الفتن التي اشعلتها امريكا بواسطة فيروساتها "داعش" وطالبان، واما غرقا في البحار وموتا في القفار هربا من خطر هذه الفيروسات، ناهيك عما اصاب بلدانها واقتصادها من كوارث لم ولن يعوضها شيء؟، فهل تملك هذه الدول والشعوب القوة ، لفرض ارادتها على امريكا لتدفع تعويضات كما تفعل امريكا الان مع الصين؟ وهل هناك جهة اممية خارج الهيمنة الامريكية والغربية يمكن ان تلجأ اليها لتنصفها؟.

نطرح مثل هذه التساؤلات ونعلم ان لا جواب لها مادام الحق في عالم اليوم يعني القوة، وهي قوة متوحشة ومجردة من كل قيم اخلاقية وانسانية، فهذه القوة تمنح القدس والضفة الغربية والجولان لنتنياهو، وتقتل اطفال اليمن، وتصرعلى البقاء في العراق رغم رفض الشعب العراقي لها، وتسرق نفط سوريا جهارا نهارا، وتنهب خزائن السعودية دون حياء، وتزرع الفتن في لبنان للنيل من عناصر القوة فيه وعلى راسها حزب الله خدمة للعدو الصهيوني، وتحاصر الشعب الايراني لرفضه هيمنة هذه القوة المتوحشة، و..، وفعلت ما هو اسوء عندما القت قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناكازاكي في اليابان، واحتلت فيتنام وكورويا والعراق وافغانستان و..، دون ان تدفع فلساً واحدا لجميع ضحاياها كتعويض، لانها تعتقد انها حق لإمتلاكها القوة بينما الاخرين على باطل .. لانهم ضعفاء.