ترامب يرسل بومبيو للشرق الأوسط ليعود بأصوات الناخبين

ترامب يرسل بومبيو للشرق الأوسط ليعود بأصوات الناخبين
الخميس ١٤ مايو ٢٠٢٠ - ٠٢:٥٥ بتوقيت غرينتش

إن "من حق "إسرائيل" وواجبها أن تقرر فرض سيادتها على المستوطنات بالضفة الغربية".. بهذا التصريح ودع بومبيو وزير خارجية أميركا الكيان الاسرائيلي بعد زيارة استغرقت ساعات، أجرى خلالها مباحثات مغلقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ثم مع شريكه بيني غانتس.

العالم - قضية اليوم

زيارة بومبيو جاءت قبل يوم من إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة وأدائها قسم الولاء أمام الكنيست (البرلمان) ، وكأنه جاء عرابا لها ومعه ضوء أخضر للبدء في عملية ضم الأراضي في الضفة المحتلة لاسيما وأن نتنياهو وشريكه غانتس، قد اتفقا على أن تبدأ الحكومة الجديدة، التي سيتناوبان على رئاستها، بعملية الضم في الأول من يوليو/ تموز المقبل التي سيتم بموجبها ضم ما بزيد عن ٣٠ ٪؜ من مساحة الصفة المحتلة.

والبعض برى هذه الزيارة ملغومة بالرغبة الأمريكية بالعودة لإضاعة المزيد من الوقت الفلسطيني في ملعب المفاوضات لاسيما وأن الاسرائيليون استخدموا مؤخرا مصطلح بسط السيادة على المناطق المراد ضمها وليس ضم الأراضي رغم عدم وجود فرق جوهري بين الضم وبسط السيادة ، لكن هذا قد يكون فخا سياسيا بمعنى أن يفرضوا سيادتهم على أراضي الضفة والأغوار وبالتالي يجبروا السلطة الفلسطينية للجلوس على طاولة المفاوضات مجددا لتعرف مصير تلك المناطق التي فُرضت عليها السيادة الاسرائيلية وهذا يعيد إلى أذهاننا ما حدث في الجولان عندما تم فرض السيادة الاسرائيلية عليها عام ١٩٨١ ثم جاء نتنياهو ومن خلفه دونالد ترامب عام ٢٠١٩ ليعلنوا ضمها وأنها أراضٍ اسرائيلية ، وبالتالي قد نكون أمام تكرار لذات السيناريو مع أراضي الضفة الغربية وهذا فخ سياسي على السلطة الفلسطينية أن تنتبه له حتى لا تقع في مستنقع مفاوضات لن تجني منها شيئا .

وعلى الوجه الآخر للزيارة تراها أقرب ما تكون لجزء من دعاية انتخابية لدفع حظوظ دونالد ترامب للفوز في كرسي البيت الأبيض فبعد فشله في إدارة أزمة كورونا وجد ضالته في مثل هذه الزيارات لكسب الود الصهيوني فبالاضافة لتأييد بسط السيادة الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في الضفة.

كانت ايران أيضا. محور حديث بومبيو داخل الكيان الاسرائيلي حيث وصفها أنها تثير الرعب في العالم فيما رد عليه نتنياهو بالإشادة بالضغوط الأميركية المستمرة على إيران في ظل استمرار "مخططاتها وأعمالها العدوانية ( حسب وصف نتنياهو) ضد الأميركيين والإسرائيليين.

وبالتالي نحن أمام وصلة غزل هدفها ارضاء أرباب اللوبي الصهيوني حتى يكسب ترامب أصواتهم داخل الولايات المتحدة لضمان فوزه بولاية ثانية في الانتخابات القادمة لاسيما وأن سنوات حكمه القليلة السابقة كانت مثيرةً للجدل وليست كفيلة بدفع المواطن الأمريكي لتجديد انتخابه من جديد فالحصول على دعم الإنجيليين وكسب رضا جماعات الضغط التي المنتمية للكيان الاسرائيلي يمر أساسا بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي عبر رضا القلب الاسرائيلي الذي يجب أن يجدد له الولاء ويؤكد له على أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" علاقة استراتيجية.

إسراء البحيصي - العالم