عزل المناطق المصابة بالكورونا في لبنان الحلّ البديل عن عزل التام

عزل المناطق المصابة بالكورونا في لبنان الحلّ البديل عن عزل التام
الإثنين ١٨ مايو ٢٠٢٠ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

بعد اربعة ايام من اغلاق التام عادت عجلة الاقتصادية و المالية في لبنان منذ صباح اليوم الاثنين إلى الدوران ولو بشكل جزئي بعد قرار الحكومة بإعادة الفتح الجزئي لعدد كبير من القطاعات ضمن الضوابط والشروط الصحية اللازمة، والمحافظة على التباعد الاجتماعي، فيما بقيت حالة التعبئة العامة سارية المفعول.

العالم_لبنان

تأتي هذه الخطوة وسط مخاوف من عودة أقسى لانتشار فيروس كورونا في حال كان الاستهتار وعدم التحلي بروح المسؤولية سائدا بين المواطنين.

وفي هذا السياق اصدر وزير الداخلية اللبنانی محمد فهمي مساء أمس تعميما أكد فيه أنه يمنع الخروج و الولوج الى الشوارع و الطرقات ما بين الساعة السابعة و لغاية الخامسة فجرا من كل يوم من الابقاء على تقييد حركة السيارات و الشاحنات السياحية و العمومية و الدراجات النارية على مختلف انواعها بلوحات المنتهية ارقامها بالمفرى و المزدوج.

وفيما يتعلق بخسائر لبنان نتيجة اغلاق التام قال الخبير الاقتصادي وليد بوسليمان الى أن لبنان تكبد خسائر إقتصاديّة كبيرة نتيجة الإقفال العام، وفي ذروته قُدرت الخسائر بـ120 مليون دولار يوميًا من حجم ​الإقتصاد​، وهذا الرقم ليس خيالا، بل حقيقة يومية.

ونقل موقع النشرة الاخبارية اليوم الاثنين عنم بو سليمان: الخسائر تتوزع على قطاعات عديدة، وعلى رأسها القطاع السياحي الذي تضرّر بشكل كبير وتتراوح خسائره بين 25 و30 مليون دولار يوميا، يليه القطاع التجاري الذي يخسر حوالي 10 مليون دولار يوميا.

أما القطاعات الصناعية فتقدر خسائرها بحوالي 20 مليون من العملات الصعبة في اليوم الواحد"، لافتا الى أن "الحركة الإقتصادية في البلاد مشلولة، وواردات ​الدولة اللبنانية​ تراجعت بشكل كبير.

وهناك تراجعا في عائدات ​الضريبة​ على ​القيمة المضافة​، كما أن واردات الخزينة التي بدأت بالإنخفاض في 17 تشرين الأول من العام الماضي لا تزال تواصل تراجعها، والبطالة​ في لبنان تجاوزت الـ40 بالمئة، و​الضرائب​ على أرباح الشركات تراجعت بشكل كبير كون معظم الشركات تكبّدت خسائر كبيرة في الفترة الأخيرة.

يرى بو سليمان أنه بحال "شئنا أم أبينا سنصل إلى وقت قريب نجد أنفسنا مضطرين لرفع الحجر الصحي وإنهاء مرحلة التعبئة العامّة مع مراعاة التدابير الوقائيّة المحددة، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها أنّ ​الاقتصاد اللبناني​ لا يتحمّل المزيد من الخسائر، وانّ عددا كبيرا من اللبنانيين يعملون بشكل يومي". فكيف يمكن الوصول الى هذه المرحلة؟.

بالنسبة الى مسألة عودة اللبنانيين من الخارج فلا حلّ الا بالحجر الإلزامي، وكل تأخر تقوم به الدولة في هذا السياق سيعني مزيدا من الإصابات، لأنّ نسبة الالتزام بالإجراءات لن تصل الى 100 بالمئة بأيّ شكل من الأشكال.

أما بالنسبة الى الإصابات بين المقيمين، فإن تجربة العزل الكامل للقرى والبلدات قد يكون الحلّ، اذ لا ضرورة لعزل لبنان، في حين بإمكاننا عزل المناطق المصابة، وهكذا لا يكون التعطيل والإقفال شاملا، ويبقى بإمكان الأكثريّة ممارسة أعمالها وتسيير الإقتصاد.

عُزلت بشري سابقا وأثبت العزل جدواه، فلم يخرج وباء كورونا من المدينة المذكورة الى أي مكان، واليوم تُعزل شحيم، بعد تسجيل عدد من الإصابات فيها، ويمكن تطبيق هذا الخيار على كل مكان ينتشر فيه الفايروس، بعيدا عن تفكير المناطقيّة والطائفيّة، وعقليّة الـ6 و6 مكرر، علّنا نتمكن من اجتياز امتحان الكورونا، والعودة الى الحياة، لأن انهيار الإقتصاد سيعني انهيار لبنان.

العالم_لبنان