العالم - كشكول
حالة الخرس التي اصابت الغرب والصهيونية واذنابهما من عملاء ومرتزقة في العالم، هي عارض طبيعي حل بهم من شدة الصعقة التي نزلت عليهم وهم يرون وعلى المكشوف عجز ساحرهم الكبير على تنفيذ تهديداته بمنع ناقلات النفط الايرانية المحملة بالبنزين والوقود من الوصول الى فنزويلا بالقوة، بينما يرون في المقابل ناقلات النفط الايرانية تمر من امام السفن والبوارج والطائرات الحربية الامريكية المنتشرة في البحر الكاريبي.
تراجعت امريكا عن كل تهديداتها وخرج علينا من بين مسؤوليها من يقول انه لا يعرف شيئا عن نقل ايران وقودا الى فنزويلا، وهناك ممن لا زال يفكر بطريقة للرد، اما وسائل الاعلام الامريكية الغربية والاسرائيلية والعربية السعودية والاماراتية، فاخذت تتحدث عن وصول ناقلات نفط ايرانية الى فنزويلا دون زيادة ولا نقصان، وكأنه خبر عادي كوصول ناقلات نفط سعودية الى فرنسا او اليابان، بينما كانت قبل يومين تغطي اخبار الناقلات الايرانية المتجهة الى فنزويلا مع التهديدات الامريكية بقرصنتها ومنعها من الوصول الى فنزويلا لانتهاك البلدين الحظر الامريكي!!.
كل هذه الاستدارة الحادة لجوقة المنهزمين هي بهدف التغطية على الحدث الاكبر الذي يشهده العالم، والذي قد يغير مجرى الاحداث وحتى طبيعة العلاقة بين الدول وخاصة مع امريكا، التي تتعرض اليوم الى احد اكبر هزائمها منذ الحرب العالمية الثانية، فهذا الحدث ليس بالحدث العابر المحصور بين امريكا وايران، فخطورته تكمن في كونه سيشكل منعطفا في العلاقة التي تحاول امريكا فرضها على الشعوب عبر الترهيب والارعاب والضغوط العسكرية والاقتصادية والتجارية والنفسية وسياسة البلطجة، فامريكا التي حاول الغرب والصهيونية واذنابهما تسويقها لشعوب العالم، ليست امريكا التي تراها ايران!!، العاجزة والضعيفة والبائسة واليائسة.
ارسال ايران، المحاصرة من قبل امريكا لاسقاط نظامها الاسلامي، خمس ناقلات نفط محملة باكثر من مليون ونصف المليون برميل من البنزين والوقود الى فنزويلا، المحاصرة من قبل امريكا لاسقاط نظامها الاشتراكي، دون ادنى اعتناء بتهديد و وعيد ترامب وزبانيته وتسكع اساطيلهم الحربية في البحر الكاريبي، هي رسالة الى العالم اجمع مفادها ان تاريخ الهيمنة الامريكية على الشعوب قد ولى، وان ايران ماضية في نصرة الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق من الهيمنة الاستكبارية والصهيونية، ولا مكان في سياستها للطائفية، كما تروج الوهابية السعودية والصهيونية، فلا "روافض" و لا "مجوس" في فنزويلا، بل شعب يحمل افكارا ثورية يرفض الظلم والظالمين ويننصر المضطهدين و المستضعفين، وهي ذات الافكار التي تؤمن بها الجمهورية الاسلامية في ايران، التي تجدها دائما حيث يكون هناك مستضعف، ولا حدود ولا جغرافيا ولا دين ولا مذهب يمكن ان يحول بينها وبين يد العون اليه.