العالم- مقالات
وكان هذا المستشار هدد بتعريض الاقتصاد الايراني للانهيار ما لم تتفاوض طهران بجدية مع الولايات المتحدة قائلا: "ان الجمهورية الاسلامية سترتكب خطأ فادحا ان اساءت الحسابات حول ثبات واشنطن".
ووضع السيد الموسوي الادارة الاميركية امام خيارين؛ اما ان تقبل بالهزيمة وسلوك سبيل احترام مقدرات الشعب الايراني او الاستمرار بالمزيد من التعجرف والكراهية والعزلة.
من المفيد ان نذكِّر حكومة الولايات المتحدة بانها تتكلم مع الجمهورية الاسلامية ،الدولة المتعاظمة وصاحبة والنفوذ والهيبة والقول الفصل في المنطقة، والبلد الذي لم يعبأ بالهرقليات الاميركية عندما اوصل بواخره وبوارجه الى فنزويلا قاطعة كل المعابر والممرات البحرية والمحيطية التي تدعي واشنطن التحكم فيها والسيطرة عليها.
الادارة الاميركية تعلم علم اليقين بان اي تعرض للجمهورية الاسلامية يعني تغيّر الاوضاع الدولية رأسا على عقب، ومع ذلك فانها تستخدم المكابرة والتهديدات الجوفاء ظناً منها انها بذلك تخيف ايران المؤمنة والمجاهدة.
لقد تابع العالم في ايار عام 2019 (اي قبل عام تقريبا) كيف رفض قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي تسلم رسالة من الرئيس الاميركي الاخرق دونالد ترامب حملها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حيث اوضح سماحته للضيف : (ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس لديها اية ثقة باميركا ولن تكرر تجربة المفاوضات المريرة السابقة مع الولايات المتحدة ابدا بشأن الاتفاق النووي) مضيفا (ان ايّ شعب لا يقبل التفاوض تحت الضغوط).
وبعد ان رفض الامام الخامنئي تسلم الرسالة سحبها السيد آبي عن الطاولة ووضعها تحت مؤخرته وهو المكان المناسب الذي يستحق ان تكون عندها رسالة امثال ترامب.
ان الجمهورية الاسلامية تصدت طيلة العقود الاربعة الماضية لاساليب متنوعة من الضغوط والعقوبات والحصارات الاميركية والاوروبية بيد انها خرجت من جميعها اصلب عودا واكثر قوة واقتدارا وامضى عزيمة على تحدي الاستفزازات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي مارستها وماتزال حكومات الولايات المتحدة الارهابية ضد ايران.
اميركا تدرك قبل غيرها بانها لو تعرضت للمعونات البترولية الايرانية الذاهبة الى فنزويلا البلد المناضل والصديق الذي يعتبر الحديقة الخلفية لنفوذ الولايات المتحدة، لكانت ستفتح على نفسها ابواب جهنم لان الجمهورية الاسلامية صاحبة قول وفعل وهي معبأة نفسيا ومعنويا وقدراتيا للمواجهة مع اميركا المستكبرة كما ان لها معرفة دقيقة بالمواقع الاستراتيجية التی توجع واشنطن والتي يمكن ان تشتعل فيما لو فكرت بالتصادم.
صفوة القول : ان الجمهورية الاسلامية في غنى عن اي تفاوض مع الشيطان الاكبر وان ردنا عليه هو بالمزيد من اللعنات وشعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل حتى تتحقق وتذوق واشنطن وبال أمرها يوما من الايام ولتكون عبرة ودرسا للقوى المتعالية على الدول والشعوب .
*حمید حلمي البغدادي