التعبئة الشعبية الأميركية بوجه كورونا ترامب

التعبئة الشعبية الأميركية بوجه كورونا ترامب
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

الكراهية المتزايدة لدى المحتجين الأميركيين تجاه الإجراءات العنصرية لإدارة ترامب تفاقمت بشكل أن وسائل الإعلام تتحدث عن تزايد الكثافة لدى المتظاهرين ومن دون العتناء بإجراءات التباعد الاجتماعي.

التحليل:

- في حين أن ما لا يقل عن 18 وكالة أمنية وعسكرية واستخبارية تراقب الوضع في أميركا، نظرة عابرة على الاحتجاجات في أميركا تكفي لدرك فداحة الأزمة هناك، بل تشدد على هذه الحقيقة أن المتظاهرين قد وصل بهم الغضب والسخط من سياسات ترامب إلى حد أنهم باتوا يصرون على التواجد في الساحات والشوارع ومن دون أن يأبهوا بالمخاطر التي يتضمنها هذا الحضور.

- هذا وتزداد الأزمة الأميركية الراهنة عمقا يوما بعد آخر، ومن دون الاهتمام بالتهديدات التي يطلقها ترامب، حيث أن ردود الأفعال لم تعد مقتصرة على ذوي البشرة السوداء، بل امتدت إلى سائر الأعراق البشرية، فقد تتفافم الأوضاع مع تحرك أكثر من 80 مليون مواطن من العرق الإسباني والأعراق الأخرى وانضمامهم إلى الاحتجاجات، هذا في حين أن ذوي البشرة البيضاء أيضا لم يعودوا غيرمبالين بالاحتجاجات من خلال التعاطف مع المحتجين.

- في حين أن الرئيس ترامب وخلال السنوات الثلاث الماضية لم ينفك وبشتى الذرائع من الانتقام من أسلافه في البيت الأبيض من جانب ومن معارضيه خارج الحدود الأميركية من جانب آخر، لكنه بات الآن ومن دون أن يصدق يعالج انتقام الشعب الأميركي من تلك السياسات التي كان يتصور هو أنها أفضل السياسات، فهو وحتى وقت قصير كان يرى أنه أنجح من قاد الولايات المتحدة على مر التاريخ الأميركي -على المستوى الداخلي على الأقل-، لكنه بات اليوم وفي ظل الاحتجاجات الأخيرة يرى نفسه مضطرا لمراجعات جوهرية في سياساته الداخلية والخارجية، هذا في حين أن عدم مراجعة السياسات الداخلية من شأنها أن تقلل من حظوظه في العودة إلى البيت الأبيض، خاصة في ظروف "الكورونا".

- واللافت في الأمر هو تزايد نشاط مدير السياسة الخارجية لترامب، فكلما ازدادت الاحتجاجات زخما ورقعة، زاد وعيد بومبيو لهذا وذاك، ففي آخر تصريحاته قال حول إيران إن انقضاء حظر السلاح على إيران كان الإشكال الأساسي في الاتفاق النووي وإن أميركا سوف تحول دون ذلك، كما قال بشأن فنزويلا إن الأميركان يبذلون أقصى جهدهم في الإطاحة بمادورو.. وتعني هذه التصريحات باللغة الدبلوماسية الهروب إلى الأمام من أجل التقليل من حجم الأزمة الحالية للتغطية عليها.

- وعلى الرغم من هيمنة الأجهزة الأمينة والاستخباراتية الأميركية، لكن عدم اكتراث الشعب الأميركي يبدو أنه يتضمن رسالة للبلدان المغلوب على أمرها أمام أميركا، وخاصة في منطقة الخليج الفارسي، أن عهد عدم الوثوق بترامب الذي بات عاجزا عن إدارة بلده حتى قد حان من دون شك.