نجوم السماء أقرب الى ترامب من التفاوض مع إيران

نجوم السماء أقرب الى ترامب من التفاوض مع إيران
السبت ٠٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

رغم ان ايران رفضت مرارا وتكرارا على لسان كبار مسؤوليها فكرة اجراء اي مفاوضات جديدة بشأن برنامجها النووي السلمي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1، الا ان ترامب ورهطه يحاولون، ولاسباب لم تعد خافية، الايحاء بوجود مفاوضات بين الجانبين  في قضايا غير نووية، يأملون تعميمها لتشمل القضايا النووية.

العالم - كشكول

عمليات الايحاء بوجود مفاوضات بين ايران وامريكا، من قبل ادارة ترامب، تكثفت هذه المرة وبشكل لافت على خلفية إفراج ايران عن الضابط في البحرية الأمريكية مايكل وايت، حتى ان ترامب شكر ايران مرتين لاطلاقها سراح وايت، معتبرا أن هذا "يُظهر أن التوصل الى اتفاق مع طهران امر ممكن" ، داعيا ايران الى التفاوض معه الان ولا تنتظر الانتخابات الرئاسية الامريكية لانه سيفوز بها!!.

مندوب الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك قال إن الباب لا يزال مفتوحا لإجراء مفاوضات على نطاق أوسع مع إيران بشأن برنامجها النووي وقضايا أخرى لكن حتى الآن لا تزال المحادثات مقتصرة على الإفراج عن سجناء، زاعما ان ترامب "ترك الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية سنوات كثيرة وفي نفس الإطار اجتمع مع كيم جونج أون ثلاث مرات، وعلى ذلك نود أن نرى ايران وقد قابلت دبلوماسيتنا بالدبلوماسية".

لا ننكر ان ترامب الغارق في مستنقع كورونا والعنصرية وازماته الاقتصادية، وسياساته الداخلية والخارجية الفاشلة ، وفضائحه الاخلاقية والسياسة والمالية، بحاجة الى طوق نجاة، فاعتقد وبغبائه المعهود ان الايحاء بوجود مفاوضات مع ايران على خلفية الافراج عن وايت، وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، يمكن ان يكون هذا الطوق، بعد ان أفشلت ايران بصبر شعبها وحكمة قيادتها، سياسة ضغوطه القصوى التي وصلت الى حد مطاردة ناقلات النفط الايرانية في اعالى البحار والمحيطات.

بشغف لا يوصف يشكر ترامب ايران ، وبإلتماس واضح يدعو هوك ان "ترد ايران على دبلوماسية امريكا بدبلوماسية مماثلة"، بينما كل الذي حدث هو ان ايران افرجت عن الضابط وايت، بعد أن شمله العفو، اثر احراز رضا المدعين عليه وبالنظرِ الى قضاء جزء من محكوميته في السجن، ولم تكن عملية تبادل السجناء بين ايران واميركا، نتيجة مفاوضات بين ايران وامريكا كما أكد أمين المجلس الأعلى للامن القومي في الجمهورية الاسلامية الايرانية علي شمخاني.

شمخاني كتب في صفحته على تويتر بعد تبادل السجناء: "إن الوضع بالنسبة لترامب سيء للغاية سواء في الإدارة السيئة لفيروس کورونا أم في صداماته الدولية أم في إشعاله للعنصرية داخل أمريکا لدرجة أن فريقه ليس لديه خيار سوى إنتاج وتصوير نجاحات مفبرکة له".

اللافت في تصريحات هوك حديثه عن دبلوماسية امريكا وضرورة ان ترد ايران عليها بدبلوماسية مماثلة، بينما العالم كله شهد كيف ركل ترامب وبغطرسة مجنونة الدبلوماسية، ظنا منه ان بامكانه اركاع ايران عبر الحصار والعقوبات القصوى وسياسة التجويع والتهديدات العسكرية والنفسية ، وهو ما ذكّره بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عندما وجه تغريدة خاطب بها ترامب قائلا : "كان لدينا اتفاق عندما دخلت مكتب الرئاسة. لم تترك إيران وباقي اعضاء الاتفاق النووي الطاولة. ان مستشاريك، الذين تم طرد معظمهم لغاية الآن، قاموا بمقامرة غبية..ان الامر متروك لترامب ليقرر متى يريد اصلاح ما افسدته ادارته".

كل ما حدث هو عملية تبادل سجناء شملت مايكل وايت الأميركي مقابل الإفراج عن الطبيب الإيراني المعتقل مجيد طاهري، وان ايران على استعداد لتكرار مثل هذه العمليات لتحرير ابنائها الذين اعتقلتهم امريكا او دول اخرى بضغط من امريكا، واعادتهم الى الوطن ، لا علاقة لهذه العمليات ذات الطابع الانساني، بأي مفاوضات مع امريكا حول البرنامج النووي الايراني السلمي او اي قضية اخرى، يحلم ترامب بالتفاوض حولها مع ايران.

التجربة التاريخية اثبتت ان ايران لا تبني سياساتها على ضوء "مزاجية" هذا الرئيس الامريكي او ذاك، ولا شأن لها بنتيجة الانتخابات الامريكية، فكل رؤساء امريكا ، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، ناصبوا الجمهورية الاسلامية العداء، بسبب مواقفها الرافضة للهيمنة الامريكية والمؤيدة لحقوق الشعوب المستضعفة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وان كل ما يميز ترامب عن اسلافه ، هو نسبة الغباء العالية التي يعاني منها والتي تجعله يعتقد ان بامكانه ان يتحرش بالكبرياء الايرانية ويحلم في الوقت نفسه ان يفاوضه الايرانيون .. وهو حلم نجوم السماء اقرب الى ترامب منه.