وتحاول أمريكا و"اسرائيل" تكرار الاعتراض على ما يسميانه "الوجود الايراني" في سوريا على الرغم من أنه وجود استشاري لمساعدة سوريا في مكافحة الارهاب وتم بطلب مباشر ورسمي من دمشق، وفي حين ان امريكا تحاول ايهام الجميع بأن مشكلتها مع "الوجود الايراني" وأنها ستخفف العقوبات عن سوريا اذا انتفى هذا الموضوع فإن الحقيقة مختلفة تماما.
بالنسبة للكيان الاسرائيلي فإن الأمر صحيح ومشكلة هذا الكيان لا تقتصر على وجود مستشارين عسكريين ايرانيين في سوريا فحسب، بل مع وجود أي نوع من العلاقات بين سوريا وايران وهذا الامر كان قبل الازمة ومنذ الثورة الاسلامية، لأن الكيان الاسرائيلي يعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية خطراً كبيراً على وجوده، فايران هي التي حضنت المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومازالت تحتضنهما وتؤكد على تحرير الاراضي المحتلة، وفي حين يحظى الكيان الاسرائيلي بعلاقات جيدة مع روسيا، خاصة مؤسسته العسكرية، فإن مسؤوليه حذرون تماما في اطلاق أي تصريحات حول التواجد الروسي في سوريا، وبالتالي فمشكلة الكيان الاسرائيلي هي مع نهج سوريا ككل، ومنذ الازل وليس الان، ومع وجود سوريا ضمن محور المقاومة بالأساس، وبالطبع ليس من مصلحة الكيان الاسرائيلي لا "سوريا قوية" ولا "سوريا قادرة على استعادة عافيتها من الحرب".
وأما بالنسبة لأمريكا وأوروبا فهم بكل تأكيد مع وضع مصلحة اسرائيل في الحسبان والرغبة في بقاء سوريا مدمرة، إلا انهم دون شك لايريدون التواجد الروسي في سوريا خاصة على البحر الابيض المتوسط وفي الشرق السوري، لأن اوروبا وامريكا تران في وجود روسيا في المتوسط خطرا كبيرا جدا على امنهم القومي عسكريا وأمنيا، كما ان وجودها في سوريا يعني تحكمها بخطوط الطاقة في المتوسط والتي تزود اوروبا بالطاقة وهو مايشكل تهديدا مباشرا لأوروبا.
وبالتالي فإن المخطط الامريكي والغربي الشامل لسوريا يركز على عدة نقاط تحدد الاهداف الرئيسية من وراء تدميرهم سوريا وهي: منع أي دعم روسي او ايراني او صيني لسوريا (وهذه هي حقيقة اسطوانة "التواجد" المشروخة)، ضرب اي امكانيات عسكرية تمتلكها سوريا، ضرب الاقتصاد السوري في الصميم (الجار التركي هو الآخر يقوم بدوره على أكمل وجه)، تجويع الشعب السوري لكسر صموده (هذا سبب السيطرة الامريكية على حقول النفط في الشرق وحرق مزارع القمح واقرار قانون قيصر إضافة للعقوبات الغربية)، الحفاظ على سوريا ضعيفة مدمرة (وحيدة بلا اصدقاء او حلفاء) تستجدي السلام مع الكيان الاسرائيلي، وكل هذا يجري بالتواطؤ مع الدول العربية (الغنية منها والفقيرة).