ما هو الشرط الذي وضعه بومبيو لحل الازمة في لبنان؟

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

مجددا تعود الادارة الامريكية لاملاء شروطها ومطالبها لاخراج لبنان من الازمة الخانقة التي أسهمت في دفعه اليها، ملمحة وبكل وقاحة وعنجهية الى الاضرار المالية والاقتصادية التي ستشهدها البلاد اذا لم ترضخ الحكومة في لبنان للاوامر الامريكية.

العالم - كشكول

ففي مؤتمر صحافي، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده "مستعدة لدعم الحكومة اللبنانية إذا نفذت إصلاحات حقيقية". ، موضحا أنّ "واشنطن مستعدة لمساعدة لبنان إذا عملت الحكومة بطريقة لا تجعلها رهينة لحزب الله" حسب تعبيره.

وأشار بومبيو إلى أنّه "إذا أظهرت الحكومة اللبنانيّة استعدادها لاتخاذ مثل هذه الإجراءات، فإن الولايات المتحدة والعالم بأسره سيساعدان في نهوض اقتصادها مجدداً".

نعم.. بهذه الكلمات وما سبقها باتَت المواجهة التي تُديرها الولايات المتحدة الأميركية ضد لبنان واضحة وضوح الشمس، فمنذ بداية اشتداد الأزمة، كانَ المسؤولون الأميركيون يربطون مساعدة لبنان بتحقيق الإصلاحات، إلى أن تبيّن شيئاً فشيئاً أن ما تريده واشنطن فعلياً هو "الانقلاب على حزب الله".

بومبيو كما في تصريح سابق له في شهر كانون الثاني الماضي هدد فيه اللبنانيين بـ"أزمة رهيبة في غضون أسابيع"، وأن الحل الوحيد هو أن "يقول اللبنانيون لحزب الله كفى".

تصريحات بومبيو سبقها كلام لمساعده ديفيد شينكر عبر موقع "الهديل" يصبّ في الاتجاه ذاته، ويبرر فيه الخروقات الإسرائيلية للسيادة، ويهاجم مسبقاً أي تعاون اقتصادي بين لبنان والصين.

غير أن السبيل لإسقاط أهداف الحصار، إنّما يكّمن في سلوك الطريق المعاكس لما تريده وتخاف منه واشنطن، وحذر منه شينكر، وهو التوجّه شرقًا، وخصوصًا نحو الصين التي تملك الإمكانيات الماليّة والقدّرات التقنيّة، وتقدم للبنان عروضا لا يُمكن أن يحلم بتحقيقها، لو لم يكن يحتل الموقع الجغرافي الهام على طريق الحرير.. موقع جعل منه صلة الوصل بين الشرق والغرب.

التهديدات والاشتراطات الامريكية سبقها خطاب للأمين العام لحزب الله والذي يملك فصل الكلام، أكد أنّ "من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع، سيبقى سلاحنا في أيدينا، ونحن سنقتله". معتبرا أن "موضوع الدولار مؤامرة أميركية على لبنان وشعبه وليرته واقتصاده، وهناك من يدير هذه العملية".

من جانبه جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، موقفه من الضغوط التي يتعرّض لها لبنان على خلفية "صفقة القرن" "وقانون قيصر" الذي يستهدف سوريا، مؤكدا أنّ موقفه هو "موقف الحليف الوفي لمن وقف إلى جانب لبنان ومقاومته يوم عز الوقوف".

في الختام.. انتصار المقاومة في لبنان لم يأتي بمحض الصدفة بل حصل نتيجة إرادة الصمود والشهادة والتضحية لدى الشعب اللبناني وقوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله، وما الدور الأمريكي والإسرائيلي التخريبي في لبنان والذي يتجلى في استهدافه اقتصاديا بعد أن فشلوا عسكريا وسياسيا هو لاستهداف حزب الله وسيكتب له الفشل ايضا.