ما يزال صدى هجوم طالبان في ولاية سمنغان يتردد عالياً، فالتفجير هو الاضخم منذ هدنة عيد الفطر. الرئيس الأفغاني أشرف غني دان الاعتداء، معتبراً أنه مؤشر على أن "طالبان ما تزال مصرة على مواصلة اسلوب العنف والقتال"، وحذر من أن ذلك سيؤدي الى تخريب عملية السلام.
وقال المتحدث باسم الرئيس الافغاني، صديق صديقي:"طالبان لم تبذل الكثير من الجهد بعد توقيع اتفاقية السلام مع الاميركان والاعتداء الاخير خير مثال علی ان الحركة تنتهج اسلوب استمرار دوامة العنف".
أما الموقف الامريكي من الهجوم متباين، المبعوث الأمريكي للسلام بأفغانستان زلماي خليل زاد وإن استنكر الاعتداء، لكنه لمح إلى أنها لم تسقط خطوط واشنطن الحمر في الاتفاق الذي وقعه بنفسه طالما أن أي جندي أمريكي لم يفقد حياته في أفغانستان بسبب عنف الجماعة.
لكن التطورات الأمنية المتلاحقة تهدد بعرقلة التقدم في عملية السلام، التي لم تبدأ بسبب خلاف منفصل بشأن إطلاق سراح 600 من بين خمسة آلاف أسير من طالبان تطالب الحركة بتحريرهم.
وبعد أن كان التفائل سيد الموقف بقرب احلال السلام في أفغانستان، فكيف وصلت الأمور إلى هنا؟
وأجاب عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الافغاني سيد جمال بهشتي:"المشکلة الرئيسية تكمن في ان الحكومة الافغانية لم تكن طرفاً مباشراً في الاتفاق الذي تم توقيعه وهو ما كان يجب أن يكون عليه الأمر كي تستطيع الحكومة تطبيق ما تم الاتفاق عليه".
الهجوم المعقد الذي استهدف مقر وكالة المخابرات الوطنية أدى لسقوط احد عشر ضحية وعشرات المصابين. جهاز الاستخبارات الأفغاني أكد بأن طالبان نفذت الهجوم بمساعدة تنظيمات إرهابية أجنبية بما في ذلك القاعدة وتوعد بالرد على استهدف مراكزه.
إذا يتواصل فصول الصراع الدامي في أفغانستان على أمل ايجاد حلول سياسية للأزمة التي طال أمدها، وحتى ذلك الحين ما تزال المدن الأفغانية صناديق بريدية يبعث عبرها الأطراف رسائل مضمخة بالدم والبارود تحصد أوراح المزيد من الأبرياء والمدنيين.