حرب بن سلمان الناعمة ضد ابن عمه بن نايف

حرب بن سلمان الناعمة ضد ابن عمه بن نايف
الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

تقول صحيفة واشنطن بوست ان لجنة تابعة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تستعد لتوجيه تهم فساد والقيام بتحويلات مالية غير قانونية لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، لكن الصحيفة أشارت الى أن وثائق اطلعت عليها لدى مقربين من hبن نايف تبين أن الاتهامات "كاذبة" وأنها تفيد بأن أنشطة الصندوق المالية السرية قد حصلت على موافقة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الأقل في خطوتها العريضة. اما السؤال العريض الذي يطرح اليوم فهو: ما هي الأسباب التي أدت بالأمير محمد بن سلمان للدفع بهذه التهم للأمير محمد بن نايف؟ وما حقيقة الوثائق التي توجد بحوزة محامين في بريطانيا وتكذب هذه المزاعم؟

العالم-مقالات وتحليلات

تسير العدالة الطبيعية بجرم مستورة او مشهود، وهذا له ظنين ودليل فموقوف ومتهم. الا عندنا في السعودية، حيث انه هناك كثر يواجهون عدالة عكسية. حيث أن العدالة في الرياض هي عبارة عن اعتقال فصمت وصمت ثم تهمة. وهنا يبدو أن الأمير السعودي البارز محمد بن نايف من هؤلاء.

ففي مقال طويل حمل عنوان "صعود مبهر وسقوط تراجيدي" تورد صحيفة واشنطن بوست كيف أن سلطات ال سعود تستعد لتوجيه اتهامات لولي العهد السابق بالفساد، وان هناك ملف قيل أن قيمته تصل الى 15 مليار دولار استولى عليها بطرق مريبة وفق الاتهامات التي تحدد صندوق مكافحة الإرهاب كمصدر للأموال. لكن الصحيفة تنقل في نفس الوقت عن مقربين من الأمير بن نايف في الخارج أن الأموال التي سحبت من الصندوق كانت بمعرفة وموافقة الملك الراحل الملك عبد الله وانها صرفت في بناء مطارات سرية وتقوية جهاز المباحث وأن هؤلاء المساعدين لديهم وثائق بهذا الشأن سيكشفون في بريطانيا أو سويسرا في أي تقاض دولي.

ويبرز المقال افادة لمدير الاستخبارات الأمريكية السابق، جون برينن، الذي عمل طويلاً مع بن نايف بأنه يعلم بهذه الأموال وأنها صرفت في مشاريع أمنية سعودية أمريكية مشتركة كما واستبعد تماماً ان يكون الأمير محمد بن نايف متورطاً بأنشطة فساد.

والفساد كلمة أو تهمة تحيل الى الميزان الأخلاقي قبل السياسي وتلقى تهليلاً شعبياً، وهذا أسلوب في تعامل الأمير محمد بن سلمان مع ابن عمه بن نايف، منذ شائعات ادمان الأخير للمخدرات بدى واضحاً أنه هناك أميراً يراد ابعاده والآن انهاؤه.

ما يحدث لرجل الأمن الأول في السعودية لسنوات مع تعرضه لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته، الى أسئلة الحكم وصراع السلطة وإذا كان ملف فساد بانتظار بن نايف، فما عسى ينتظر رفيق الاعتقال شقيق الملك الأخير من أبويه، الأمير أحمد بن عبدالعزيز، البعيد عن الشأن العام ووظائفه فهل ستسمع هنا تهم خيانة؟

بدأت القصة ليلة الحادي والعشرين حزيران/يونيو عام 2017، مع أمر ملكي بإزاحة الأمير محمد بن نايف من ولاية عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وتولية نجله الأمير محمد وكعادة المبالغات والتي تنطوي غالباً على ريبة، خرجت الصور الشهيرة في اظهار ود واجلال يكنه بن سلمان لبن نايف، والذي كذبته الأيام.

آن ذاك انعقدت البيعة عبر هيئة من 34 اميراً من أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبد العزيز من الذكور، لكن بيعة بن سلمان شابتها الشوائب، فلم يعرف كيف التأمت وقررت مع شغور منصب رئيسها المتوفى قبل ذلك بشهر. وقيل ان التصويت للأمير بن سلمان حصل بإجماع ناقص ثلاثة تردد أن بينهم الأمير أحمد، وواحد مرشح ظل دائم للعشر وآخر ذو مكانة وعلاقات خارجية قوية.

لقد ضرب الأمير محمد بن سلمان الأسرة مبكراً فاعتقل أمراءً كباراً بدعوى الحصول على أموال عامة، فعلة بدأت ثورة ومفزعة في آن، والأموال لليوم لم يعرف مصيرها. ويفسر ذلك بأن الأمير محمد بن سلمان يريد عرشاً سريعاً وثابتاً، ويربط بعضهم خوفه باقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإذا كان واضع التاج سلمان لا يهنأ بنوم، كذلك الطامح له أي الأمير محمد بن سلمان. اذ تحتشد للأمير الشاب في مرايا صعوده نحو كرسي العرش صور اقربائه الذين أصبحوا أعداء، كما تظهر له أيضاً بقع دم لطخت يداه بها لم ولن تزول عنها وعن لباسه الأميري.

فيصل التويجري