منظمة الصحة العالمية.. تجاهلوا بومبيو وأهتموا بكورونا

منظمة الصحة العالمية.. تجاهلوا بومبيو وأهتموا بكورونا
الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تجند كل حكومات العالم امكانياتها وراء منظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء كورونا، الذي يعتبر اكبر تهديد تواجهه شعوب العالم بعد ان تسبب في موت اكثر من 620 الف انسان واصاابة 15 مليون آخرين، مازالت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحاول التستر على اخفاقها في التعامل مع الوباء عبر اتهام الصين مرة ومنظمة الصحة العالمية مرة اخرى.

العالم - يقال ان

الحملة الامريكية التي تُشن ضد الصين ومنظمة الصحة العالمية يقودها الثرثار بومبيو، الذي يحاول بكل ما معروف عنه من صلافة ووقاحة ، ان يغطي على فشله المخزي وفشل رئيسه في التصدي لفيروس كورونا الذي اودى بحياة اكثر من 144 الفا واصاب 4 ملايين في امريكا ، وهو أعلى من أي رقم مسجل في أي دولة بالعالم ، الا انه من سوء حظ بومبيو، وهو مثل سيده ترامب، لا يفتح فمه الا ويفضح نفسه وادارته اكثر ويجعل من امريكا اضحوكة حتى لدى حلفائها.

في زيارته الاخيرة لبريطانيا وفي لقاء خاص مع عدد من النواب في البرلمان البريطاني، اتهم بومبيو الصين بانها "اشترت" مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غيبريسيوس، واتهم المنظمة ايضا بـ"قتل" البريطانيين الذين أصيبوا بفيروس كورونا!!.

يبدو ان اتهام بومبيو للصين وغيبريسيوس بهذا الشكل العلني ودون تقديم اي ادلة ، جاء بعد فشل امريكا في حربها ضد المنظمة ورئيسها والتي بدات بقطع التمويل الامريكي عنها وانتهت بخروج امريكا من المنظمة نهائيا ، ناهيك عن الاوصاف التي كان يطلقها ترامب على المنظمة و انها ليست سوى "دمية في يد الصين".

فشل امريكا في حربها ضد المنظمة وعجزها عن اقناع حتى حلفائها بموقفها، تكشف ايضا خلال الاجتماع الذي عقدته الدول الكبرى لمناقشة سبل التصدي لوباء كورونا من دون مشاركة امريكا، التي كانت تغرد خارج السرب الدولي مجترة ذات الاتهامات السابقة للصين ومنظمة الصحة العالمية.

هذيان بومبيو ردت عليه منظمة الصحة العالمية ببيان مقتضب جاء فيه :ان المنظمة تعرب عن انزعاجها مما نقلته تقارير إخبارية عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وانها ليست على علم بأي تصريح من هذا القبيل، وانها ترفض بشدة أي هجمات شخصية أو مزاعم لا أساس لها، وتحث الدول على مواصلة التركيز على التعامل مع الجائحة التي تتسبب في معاناة وخسائر فادحة في الأرواح.

ليس بامكان بومبيو وسيده ترامب التغطية على فشلهما في كيفية التصدي لوباء كورونا الذي جعل من امريكا اكبر بؤرة للوباء في العالم، عبر اطلاق الاتهامات على الاخرين وتحميلهم المسؤولية، بينما العالم وفي مقدمته الشعب الامريكي كان شاهدا على تصريحات ترامب التي كان يكيل فيها المديح للصين في البداية، ورفضه اغلاق الولايات الامريكية من اجل السيطرة على الوباء، وتهجمه المتكرر على حكام الولايات الذين لا يشاطرونه اراءه الكارثية بشان الوباء، وهي اراء كانت تتعارض حتى مع العقل السليم ومنا رفضه ارتداء الكمامات، لانها في رايه ليس لها تاثير في الوقاية من الفيروس، الامر الذي اثار حفيظة حتى كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور انطوني فوتشي، الذي كف عن الظهور مع ترامب خلال المؤتمرات الصحفية الاخيرة والخاصة بفيروس كورونا.

الرد الحكيم لمنظمة الصحة العالمية على الثرثار بومبيو جاء ليؤكد مرة اخرى على ان ادارة ترامب التي تدعي قيادتها للعالم، هي اعجز عن قيادة حتى امريكا، حيث يتهرب ترامب وبومبيو بشكل مضحك من مسؤوليتهما ازاء الكوارث التي نزلت بالشعب الامريكي، عبر اطلاقهما التهم السخيفة، التي لم ولن تشغل العالم عن مهمته في مواجهة الفيروس القاتل، وحسنا فعلت منظمة الصحة العالمية عندما دعت العالم الى تجاهل بومبيو والاهتمام بالفيروس.