بومبيو.. الثرثار الذي يتحدث مع نفسه بصوتٍ عالٍ

بومبيو.. الثرثار الذي يتحدث مع نفسه بصوتٍ عالٍ
السبت ٢٥ يوليو ٢٠٢٠ - ١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش

إجتر وزير الخارجية الامريكي الثرثار مايك بومبيو يوم الخميس الماضي في ولاية كاليفورنيا الخطاب الامريكي الذي كان يعتمده المسؤولون الامريكيون ابان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق، ولكن هذه المرة ضد الصين ، عندما دعا "العالم الحر" الى "الانتصار" على "الطغيان الجديد" الذي تمارسه الصين.

العالم - كشكول

رغم ان الخطاب محاولة بائسة يائسة لاستدرار عطف الناخب الامريكي عبر إثارة المشاعر الوطنية لديه ضد عدو لا يوجد الا في رأس بومبيو، بعد ان أدار هذا الناخب ظهره لاكاذيبه واكاذيب سيده ترامب وفقا لاستطلاعات الراي ، الا ان من المعيب ان يصل الافلاس الامريكي حدا يضطر فيه بومبيو الى استخدام لغة ساذجة ورخيصة في التهجم على الصين.

يصاب المراقب بحيرة عندما يعلم ان بومبيو الذي يتحدث بهذه اللغة الساذجة ، كان يترأس يوما وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية!!، فعندما كان يدعو الى تشكيل "تحالف للدول الديمقراطية"!! لمواجهة الصين، رد على سؤال حول إمكانية انضمام روسيا إلى مثل هذا التحالف فقال :"أعتقد أن هذا أمر ممكن، وهو ناجم عن طبيعة العلاقات بين روسيا والصين"، وهو رد استبطن، كما يعتقد بومبيو، محاولة لدق اسفين بين روسيا والصين، الا انها سرعان ما خابت، فقد وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصريحات بومبيو حول احتمال جر موسكو في الحملة الأمريكية المعادية للصين بالساذجة لتعقيد الشراكة الروسية الصينية ودق الإسفين في العلاقات الودية بين روسيا والصين.

كما اعربت زاخاروفا عن دهشتها من نبرة بومبيو "الاستفزازية" وتصريحاته التي ضمت "فظاظة أصبحت عادية بالنسبة للخطاب السياسي الخارجي للولايات المتحدة حول الجمهورية الشعبية الصينية ونظامها الاجتماعي السياسي وقيادة البلاد".

اخيرا، توقف المراقبون امام عبارة" العالم الحر" الذي دعاه ترامب للوقوف في وجه الصين، وهي عبارة كانت يوما تغري السذج في العالم، اما اليوم فهذا العالم (العالم الحر) هو العنوان الابرز للطغيان في العلم وعلى راسه امريكا، فشعوب العالم كانت ومازالت تكتوي بنيران الحروب والاطماع لـ"العالم الحر"، فلولا هذا "العالم" لما كنت هناك "اسرائيل" ولولا هذا العالم لما شهدت الكرة الارضية حربين عالميتين ومئات الحروب الاخرى، ولولا هذا العالم" لما اُحتلت افغانسان ولما غُزي العراق، ولما تقسمت الاوطان وشذرت الشعوب ليس في منطقة الشرق الاوسط بل العالك اجمع، ولولا زعيمة هذا "العالم الحر" لما قصفت هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية، لما ابيدت شعوب باكملها ممثل الشعوب الاصلية في امريكا وغيرها، ولولا هذا "العالم" لما شهد العالم "داعش" والقاعدة وباقي الجماعات التكفيرية، ولولا هذا "العالم" لما شهدت الشعوب ظهور النازية والفاشية والعنصرية، كل الكوارث التي نزلت بالارض والناس الذين عليها كانت بسبب هذا "العالم الحر" الذي يدعوه الثرثار بومبيو للاتحاد ضد "طغيان الصين" ، ويبدو انه الطغيان الذي اذل الاقتصاد الامريكي وعرف شعوب العالم بالحجم الحقيقي لامريكا و"العالم" الحر الذي انهزم امام كورونا، قبل ان ينهزم امام الاقتصاد والتكنولوجيا الصينية.