العالم - قضية اليوم
انقسام عميق بين يسار ووسط يرى ببنيامين نتنياهو فاسدا قوض اركان الحكم في تل ابيب واصاب فساده كافة مؤسسات الدولة حتى القضائية وبين يمين اسرائيلي يرى بالرجل مخلصا له من ارث اليسار والوسط وعلى يديه تقوم دولة اليمين التي يعدها بالضفة الغربية كاملة دون نقصان، الاعلام العربي خلال الايام الماضية ركز انظاره على التظاهرات التي خرجت في تل ابيب تطالب بتنحي نتنياهو وابعاده عن السلطة لكنه لم ينتبه الى التظاهرات اليمينية التي خرجت تتهم اليسار والوسط باستهداف شخص بنيامين نتنياهو وكيف تحولت الامور الى اشتباكات بالايدي بين الطرفين ، بالنسبة لبنيامين نتنياهو لا يهمه حالة الانقسام في الشارع الاسرائيلي ما يهمه ان لا يغادر رئاسة الحكومة الاسرائيلية ويحاكم بتهم الفساد وعليه فهو يصنع اي شيء اليوم مقابل الحفاظ على هذه الخاصية وهذه الخاصية لا تتاتى له الا من خلال دغدغة مشاعر اليمين الاسرائيلي الطامع دوما الى مزيد من التوسع في الارض الفلسطينية والباحث عن انتصارات حتى ولو كانت وهمية على العرب ، ما حدث على الحدود اللبنانية من مسرحية التصعيد مع المقاومة والتصريحات النارية من قبل نتنياهو في ذات الوقت ، تؤكد على ان الرجل يحاول بشتى الطرق ان يظهر نفسه ليس فقط كصاحب (الايادي البيضاء) في الاستيطان والتوسع في الضفة والقدس وانما ايضا (البطل ) الحامي للكيان الاسرائيلي من اي هجمة آتية من الشمال او حتى من الجنوب رغم انه يعلم تماما انه غير قادر على خوض اي معركة حقيقية سواء مع المقاومة اللبنانية او الفلسطينية ، لكن في كيان الاحتلال الاسرائيلي من يقرأ المشهد على الارض بانه كارثي ومحبط فكيف لمجتمع يدعي الديمقراطية ويفاخر بها يتحول الى حامي ومدافع عن حاكم فاسد ومرتشي ، وكما يعتقد بعض المفكرين الاسرائيليين فإن الازمة في كيان الاحتلال هي ازمة اخلاق حقيقية ستتحول الى شرخ مجتمعي سيقود الكيان الى التفكك الحقيقي لأن استمرار الشحن في الشارع الاسرائيلي سينتقل من شحن سياسي الى شحن عقائدي وهنا تكمن المشكلة وهذا كما يرى هؤلاء هو ما يعمل عليه نتنياهو ، فالرجل بنى قناعة لدى اليمين الاسرائيلي بان المستهدف من خلال قضايا الفساد التي تلاحقه ليس شخص نتنياهو وانما اليمين الاسرائيلي بشكل عام وعليه فان دفاع اليمين عن الرجل تحول الى دفاع عن وجود وهنا تكمن خطورة اللعبة التي يلعبها نتنياهو والتي يصدق بها اليمن الاسرائيلي والرجل مازال يملك قدرة على خداع اليمين والكذب عليه وهذا اليمين تحول الى لعبة بيده.
بقلم: فارس الصرفندي