العالم – الخبر واعرابه
الخبر: رئيس مجموعة العمل الخاصة بايران في وزارة الخارجية الامريكية "برايان هوك" ارغم على التنحي من منصبه ، في حين ان كافة المراقبين ووسائل الاعلام يذعنون ويؤكدون بان السياسة الخارجية التي اعتمدها ترامب في التعامل مع ايران لم تحصد سوى الفشل.
الاعراب :
-في حين ان الانتخابات الرئاسية الامريكية ستجري بعد اقل من ثلاثة اشهر ، نرى ان المسؤولين ووسائل الاعلام الامريكية لا خيار امامهم سوى الاعتراف بشكل مباشر او غير مباشر ، بفشل سياسة ترامب حيال ايران . فهاهو بومبيو يعلن بصراحة قائلا : رغم ان الضغوط الامريكية القصوى ادت الى تقويض عائدات وايرادات ايران ، الا انها لم تحقق هدفها النهائي . اما "كيلي كرافت" مندوب امريكا لدى الامم المتحدة وبعد فشل جهود بلاده لبلورة اجماع في مجلس الامن حول تمديد الحظر التسليحي على ايران قال : نعتقد بان الصين وروسيا سيستخدمان الفيتو ضد ايران اي قرار بتمديد الحظر التسليحي ضد ايران . وبالتالي نرى برايان هوك وفي اخر ايام ادارته للملف الايراني يستجدي المجتمع الدولي قائلا : السعودية ، الامارات ، البحرين ، اليمن و"اسرائيل" موافقون على تمديد الحظر التسليحي ضد ايران ، وحين يتفق الاعراب والاسرائيليين على موضوع ما ، فيبدو ان ذلك الموضوع مهم جدا وعلى المجتمع الدولي ان يبدي اهتماما جادا به . في غضون ذلك تؤكد وسائل الاعلام الامريكية مثل "نيويورك تايمز " و "واشنطن بوست" ان السبب الرئيس لترجل هوك او بتعبير ادق ارغامه على الترجل من قطار البيت الابيض هو فشله في ادارة الملف الايراني واقناع المسؤوليين الايرانيين بالتفاوض مع امريكا ومواكبة مطالب البيت الابيض .
-نيويورك تايمز وفي معرض تحليلها لتنحية هوك من ملف ايران كتبت : هوك هو آخر فرصة للدبلوماسية قبل انتهاء الفترة الرئاسية الاولى لترامب . واشنطن بوست ايضا كتبت : لقد صدرت اوامر لهوك بان يستقيل حتى يتم تحميله مسؤولية فشل استراتيجية ترامب في مواجهة ايران . بمنأى عن هذه التحليلات والتي بالطبع تشتمل على جانب من الحقيقة ، يبدو ان ترامب ومن خلال تبديله لهوك يحاول اختبار حظوظه الاخيرة لارغام الايرانيين على الاستسلام خلال الفترة المتبقية من رئاسته من جهة ، وفي نفس الوقت بلورة موقف جديد وفاعل فيما يخص مسالة تمديد الحظر التسليحي ضد ايران والذي من المقرر ان ينتهي في اكتوبر المقبل .
-تنحية برايان هوك ورغم انها تكشف عن فشل سياسة خارجية ترامب في مقابل ايران ، ولكن مجيء "اليوت ابرامز" الذي كان يتولى مسؤولية منصب هوك فيما يخص "فنزويلا" يشير الى اتخاذ خطوة غير مدروسة من قبل البيت الابيض . المحللون يعتقدون بان الفشل الذي سيحصده ابرامز في التعامل مع الملف الايراني سيكون اكثبر بكثير من فشله في التعاطي مع الملف الفنزويلي . قد يكون آن الاوان لترامب بأن يغير نظرته تجاه ايران بدلا من تغيير االاشخاص المعنيين بملف ايران . بالامس كان جان بولتون واليوم برايان هوك ! ياترى هل سيكون الدور التالي لترامب نفسه ؟ الايام كفيلة بالرد على هذا السؤال .