الهجوم اليمني على 'مطار أبها'.. أكثر من مجرد الرد على تصعيد التحالف السعودي

الهجوم اليمني على 'مطار أبها'.. أكثر من مجرد الرد على تصعيد التحالف السعودي
الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:١٦ بتوقيت غرينتش

ما سبق وأن حذرت منه صنعاء وهو اللجوء لخيارات استراتيجية أكثر إيلاماً بات كما يبدو في سياق الأمر الواقع مع تصعيد القوات اليمنية الأخير ضد السعودية وشنها لهجمات واسعة ونوعية ومتتالية على مطار أبها الدولي. 

العالم - قضية اليوم

لثلاثة أيام متتالية مثلَّ المطار الدولي في أبها بجنوب غربي السعودية مسرحاً لاستهداف سلاح الجو المسير اليمني وبطائرات من نوع "الصماد" و"قاصف"، في خطوة بدت مفاجئة خاصة وأنها أتت بعد فترة طويلة شهدت تخفيضاً للعمليات العسكرية اليمنية في السعودية، لكن المتحدث باسم القوات اليمنية العميد يحيى سريع أعاد هذا التطور العسكري نتيجة استمرار تصعيد التحالف السعودي واستمرار جرائمه وحصاره بحق الشعب اليمني، وهو ما يوضح اضطرار الجانب اليمني لاستئناف ضرباته ضد المواقع والمنشئات السعودية كخيار سبق وأن هدد وتوعد به في أكثر من مره، وجاءت نتائج هذا الهجوم لتوضح حجم العملية العسكرية الأخيرة على مطار أبها بدءاً من تعطيل نشاط المطار لعدة ساعات، إلى جانب استهداف عدد من المرافق والمواقع العسكرية الحساسة في المطار حسب ما أعلنته القوات اليمنية، ما يعني أن ثمة معلومات استخباراتية دقيقة عن وجود اهداف هامة تتطلب مثل هذا النوع من الضربات..

المسؤولون في صنعاء يقولون إن الرد اليمني هو حق مشروع لا سيما مع اشتداد الحصار الاقتصادي الأخير من قبل السعودية وتحالفها على المدن اليمنية، ومن ذلك منع دخول المشتقات النفطية وسفن اخرى محملة بالغذاء والدواء الى ميناء الحديدة، وبالتالي من الضرورة ان يكون هناك رد قاس سواء من قبل القوى الصاروخية والطيران المسير باعتباره حقاً مشروعاً للشعب اليمني الذي يخوض هذه المعركة لأكثر من ست سنوات دفاعاً عن حقه في استقلالية قراره السيادي الوطني.

وإلى جانب أن هذه العمليات العسكرية في العمق السعودي جاءت في إطار الرد المشروع كما تقول القيادات اليمنية، إلا أنها أيضاً تحمل العديد من الرسائل والأبعاد ويمكن قراءة ذلك -حسب مختصين عسكريين- أن مثل هذه العمليات النوعية تبرهن طبيعة التفوق العسكري للجيش اليمني وأنه بات يمثل تهديداً حقيقياً للسعودية وحلفائها نتيجة ما وصل إليه من قدرات على مستوى التخطيط والتنفيذ وتطوير السلاح، كما أنها وتكشف أن صنعاء هي من لها اليد الطولى في الملف العسكري الذي يبدو أنه بات خياراً قوياً نتيجة استمرار ممارسات وانتهاكات السعودية وتحالفها وكذلك التعقيدات المتزايدة أمام مساعي السلام وكل مبادرات ومقترحات وجهود التسوية المفترضة.

ثمة رسالة عسكرية واضحة أيضاً من خلال هذه الهجمات النوعية تتلخص في أن التقنيات السعودية وتسليحها الحديث وما يساندها من دعم لوجستي أمريكي وغربي بدت حتى اللحظة هشة وعاجزة عن صد الصواريخ والطيران المسير اليمني ودقة ضرباته، وما يدلل كذلك على التطور الكبير والقدرة العالية التي وصل إليها الجيش اليمني خلال هذه المرحلة في مواجهة العدوان ومقاومته والحرب المفروضة عليه.

علي ذهب - العالم