العالم- الامارات
وبحسب موقع"emiratesleaks"لم يُخف بايدن ترحيبه باتفاق تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والإمارات، واعتبره “خطوة تاريخية” ستساعد على تخفيف التوتر في المنطقة، وهو ترحيب كان ضرورياً من جهة بحكم ميوله الأيديولوجية، ومن جهة أخرى لدوافع انتخابية تتعلق بعدم إغضاب اللوبي الإسرائيلي والكتل التصويتية اليمينية المؤيدة لتل ابيب.
ولكنه أتبع هذا الترحيب بتصريحات أخرى (لأغراض انتخابية بالطبع)، تشير إلى أن “الصدفة” هي صاحبة الفضل الرئيسي -وليس ترامب- في توقيع اتفاقات التطبيع، كما أنه لم يُبد ردود أفعال واضحة حول اتفاقات التطبيع البحرينية والسودانية.
ومن غير المتوقع عند وصول بايدن إلى أروقة البيت الأبيض، في يناير/كانون الثاني القادم، أن يتراجع عن اتفاقات التطبيع، أو يلغي إجراءات ترامب المؤيدة لتل ابيب، مثل الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
في المقابل تستبعد أوساط أمريكية أن يلتزم بايدن بما تعهد به ترامب من صفقات عسكرية إلى دولة الإمارات كمكافأة على توقيع أبو ظبي على اتفاق إشهار التطبيع.
وفي حواره مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال توني بلينكن، كبير المستشارين السياسيين لـجو بايدن، إن بيع طائرات “إف-35” للإمارات يترك الانطباع بأن اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب كان عبارة عن نوع من “المقايضة”، واعترف بأن إدارة أوباما خصّصت تلك الطائرة لتل ابيب، “وإسرائيل فقط في المنطقة”.
وتفتح هذه التصريحات الطريق أمام احتمالات كبيرة بأن تمنع إدارة بايدن وصول طائرات “إف-35” إلى الإماراتيين.
وبالنظر إلى أن عديد التحليلات السابقة، التي أشارت إلى أن ترامب وعد الإماراتيين بطائرات “إف-35” حال توقيع اتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، فإن شيئاً من الإحباط لا بد أنه سيُصيب أبوظبي، حيث تشعر أنها لم تربح أو تحقق أهدافها من هذا الاتفاق، وهو ما سيؤثر على سلوكها السياسي تجاه تل ابيب بكل تأكيد.
ويبرز كذلك تأثير الرئيس الأمريكي الجديد على الملف الإيراني، إذ من المتوقع أن سياسة بايدن تجاه إيران لن تكون متوافقة مع الهوى الإماراتي، الذي مازال يرغب في حصار طهران وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية عليها.
وقد رأى عديد الخبراء والمحللين أن الإمارات لم تطبع مع الكيان الإسرائيلي -من الأساس- إرضاءً لترامب فقط، ولكن لأنها ترغب في حليف إقليمي قوي يشاركها حالة العداء ضد إيران، ويشغل الحيز الأمريكي في حال رحيل ترامب، فهم يرون أن تخفيف الضغوط والعقوبات عن إيران بمثابة انسحاب أمريكي من معركة الدول الخليجية ضد طهران.
في هذه الأثناء من الواضح أن بايدن يتجه إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال البيت الأبيض مرة أخرى، حيث سيُعيد الحديث عن “حل الدولتين” و”وقف بناء المستوطنات”، وكذلك إنهاء الحديث عن خطة الضم الإسرائيلية.
ببساطة ستكون أولوية بايدن هي إصلاح ما أفسده ترامب بشأن العلاقات الفلسطينية الأمريكية، عن طريق إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافةً إلى إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وإعادة صرف المساعدات المالية للشعب الفلسطيني التي قطعها ترامب، وهي كلها أمور شكلية لتحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه السياسات ستضع الإمارات في موقف مُركَّب، فهي لن تستطيع التماهي بشكل تام مع الجهود الأمريكية هذه المرة، لما قد تجنيه من غضب تل أبيب، خاصةً إذا جاءت المبادرات الأمريكية على غير هوى تل أبيب.
وعلى ذلك ليس هناك استنتاج واضح يمكن الوصول إليه بشأن مستقبل اتفاقات التطبيع، حيث إن وصول بايدن إلى البيت الأبيض سيربِك الإمارات ويُجبر حكامها على اتخاذ مواقف مركبة، تتسق مع التعقيد الذي يميز قضايا المنطقة.
فعلى جانب هناك من الأسباب ما يجعل اتفاقات التطبيع تدخل في مرحلة الفتور، أولها هو خروج ترامب من البيت الأبيض، وهو من دفع الدول العربية وأجرى معها الصفقات من أجل توقيع اتفاقات التطبيع، بغرض ترويجها في دعايته الانتخابية.
ثانيها خطط بايدن بشأن إعادة تحريك القضية الفلسطينية، والتي تتطلب دعماً عربياً، ولو كان صورياً. ثالثها تخلي واشنطن -المرتقب- عن وعودها بشأن تسليح الإمارات طائرة “إف-35″، والتي كانت جزءاً من صفقات التطبيع من الأساس، وفق التحليلات الغربية.
وكان صرح قال مسؤولون خليجيون بينهم إماراتيون إنهم متخوفون من عودة رجال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى البيت الأبيض مع فوز نائبه الديمقراطي جو بايدن.
وأكد هؤلاء المسؤولون أن هناك حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بسياسة بايدن المرتقبة تجاه المنطقة.