السيد نصرالله .. رسائل الى الخارج والداخل 

السيد نصرالله .. رسائل الى الخارج والداخل 
الخميس ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

لم يكن الحدث يحتاج الى نبرة عالية ولا صوت مرتفع ولا كلمات حادة لايصال الرسالة. كل ما كان يلزم كلمات واضحة خفيفة التركيب وثقيلة المعنى، وهذا ما فعله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد. 

العالم - قضية اليوم

التطورات التي يعيشها لبنان والمنطقة والعالم استدعت ايصال رسائل مباشرة لكل من يعنيه الامر ولان الكلام كان واضحا وشفافا وصريحا لا يمكن النقاش في ان الرسائل وصلت وفهمت

اولا
تاكيد القاعدة الجديدة التي تقول ان الهروب من الازمات الداخلية في بعض الدول الاقليمية والغربية لا يمكن ان يكون على حساب لبنان ولا محور المقاومة. وفي هذا الامر تشديد على ان الازمة السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة وتحديدا دونالد ترامب، وبطبيعة الحال اصدقاؤه في المنطقة أي بنيامين نتنياهو وبعض العرب، لا يجب ان تسمح لهؤلاء بالتنفيس عنها بتوجيه ضربة عسكرية للمقاومة في لبنان او لسوريا او فلسطين او اليمن.
دونالد ترامب يعيش اسوا ايامه منذ الانتخابات الرئاسية قبل نحو اسبوعين. والمح مؤخرا الى ضربة من نوع ما، طبعا لسبب وحيد هو لفت النظر عن مأزقه الداخلي. وفي هذا السياق ينضم اليه حليفه نتنياهو والمطبعون العرب الذين سيفعلون اي شيء لانقاذ راعيهم ترامب. لكن لا يجب ان ينسى هؤلاء ان المعادلة ليست كما يريدون هم والعقوبات والضغط الذي تمارسه واشنطن على محور المقاومة لا تعني ان هذا المحور ضعيف وانه سيسلم لاي سيناريو يريده الاميركي والاسرائيلي.

ثانيا
رسائل الداخل
البعد الاول يتمثل بالمفاوضات غير المباشرة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. وهو امر دخل بازار الجدال والاخذ والرد ومحاولات البعض تمرير مسالة التطبيع من خلفه. هنا كان كلام السيد نصرالله واضحا، المفاوضات هي غير مباشرة وموضوعها الوحيد والحصري ترسيم الحدود البحرية. واي كلام غير ذلك هو من توهمات البعض.
هذه الرسالة كانت ضرورية لان البعض في لبنان حاول ركوب موجة المفاوضات للترويج للتطبيع (رغم ان مسؤولي كيان الاحتلال اعربوا صراحة عن عدم انتظار الكثير من هذا الموضوع). وحركة البعض هذا في لبنان ليست بدافع شخصي او نتيجة مبادرة فردية بل هي خطوة مدروسة ومدفوعة من الاميركي وبعض العرب لحقن الشارع اللبناني بسم التطبيع شيئا فشيئا.

البعد الثاني الذي لا يقل اهمية يتعلق بالجدل القائم بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. الجدل وصل الى اخذ ورد بين باسيل والسفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا حول رفض باسيل التخلي عن التفاهم مع حزب الله ومزاعم شيا بان باسيل ابلغ الاميركيين استعداده لفك التفاهم بشروط معينة. هنا كان كلام السيد نصرالله اكثر من واضح. المقاومة ملتزمة بتحالفاتها وتفاهماتها حتى الاخير، والاهم الذي لا بد من الحديث عنه هو المعادلة التي بنى السيد نصرالله عليها موقفه من هذا الموضوع (الالتزام بالتفاهمات لا يعني اجبار الطرف الاخر على الالتزام بها. وفي المقابل خروج الطرف الاخر من التفاهمات والتحالفات لن يؤثر على وضع المقاومة وحزب الله كحزب سياسي له تمثيله في البرلمان والحكومة)
هذه الرسائل لا يمكن ان تكون اكثر وضوحا، وبالتالي الكرة اصبحت في ملعب الاطراف الاخرى داخليا وخارجيا، ووفقا لما ستقوم به هذه الاطراف (سواء واشنطن والاحتلال وبعض العرب او القوى اللبنانية الداخلية) سيبنى على الشيء مقتضاه على اساس الاستعداد التام لاي سيناريو محتمل..كما اكد السيد نصرالله.

* حسين الموسوي