العالم - كشكول
فولي العهد السعودي الذي لم يفق من صدمته بعد، عقب خسارة دونالد ترامب لسباق الانتخابات الرئاسية الامريكية وخروجه من البيت الأبيض، توالت عليه المصائب الواحدة تلوى الاخرى سواء في الملفات الخارجية او الداخلية لتؤكد على فشل سياساته.
اكبر صفعة تلقاها إبن سلمان كانت بهزيمة ترامب وفوز الديمقراطي جو بايدن الذي انتقد ما وصفه بأنه "شيك على بياض خطير" من ترامب للسعودية ، ووعد بإعادة تقييم العلاقات معها. لذلك فمن المتوقع ألا يحمي أحد ولي العهد بسبب افعاله التي لاقت صدى عالميا (قتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بتركيا او ملف حقوق الانسان والملف اليمني)، كما حماه ترامب سابقا.
من جانب اخر ومع مواصلة السعودية عدوانها على اليمن حصارا وتصعيدا عسكريا، واغلاق للمطارات والموانئ اليمنية، جددت القوات المسلحة اليمنية، تأكيد حقها في الرد باستهداف مواقع حيوية وعسكرية في العمق السعودي.
وحذر المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، كافة الشركات الأجنبية العاملة في السعودية وكذلك المواطنين من أبناء الحجاز ونجد والمقيمين فيها في كافة المناطق بالابتعاد عن المنشات العسكرية والاقتصادية الحيوية ذات الطابع العسكري، لأنها ستكون هدفا مشروعا للقوات اليمنية.
فيما كشف سريع عن بنك اهداف عسكرية للقوات اليمنية في العمق السعودي، وعليه فالتهديد اليمني الجديد، طبق محللون يقدم دعما لجهود انهاء العدوان، بموازاة تقدم لمسار خطط وضعها المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث لاستئناف مفاوضات الحل وايقاف العدوان.
اما الضربات الاقسى التي تلقاها ولي العهد السعودي من الداخل، تمثلت في دعوة قبيلة الحويطات السعودية وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لمقاطعة قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في المملكة.
وفي هذا السياق فقد أرسل محامي قبيلة الحويطات في المملكة المتحدة رودني ديكسون، رسالة إلى راب، بحسب صحيفة التلغراف البريطانية. ونصت الرسالة على أن الوقوف إلى جانب القبيلة "واجب أخلاقي"، بعد أن أُجبرت على ترك المنطقة الشمالية الغربية من السعودية حيث عاشت قروناً.
هذا وتواجه السعودية التي من المقرر أن تترأس قمة مجموعة العشرين، دعوات مقاطعة واسعة من منظمات حقوقية ومؤسست دولية. بسبب ملف الرياض في حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بمقتل خاشقجي واعتقال الناشطة لُجين الهذلول.
الملف الداخلي الاخر والذي اضطر ولي العهد للاعتراف به هو الكارثة الاقتصادية التي تهدد بلاده، حيث كشف بلسانه عن خسائر كبيرة في الميزانية السعودية والتي قال عنها "لا تكفي لتغطية حتى بند رواتب الموظفين".
حيث أعلن أن الإيرادات النفطية للميزانية السعودية انخفضت إلى 410 مليارات ريال، بينما كانت توقعات الميزانية عند 513 مليار ريال العام الماضي. وتابع: "وهذه الإيرادات وحدها غير كافية لتغطية حتى بند الرواتب المقدر بـ 504 مليارات ريال في ميزانية هذا العام، ناهيك عن صعوبة تمويل البنود الأخرى، التي تشمل الإنفاق الرأسمالي بـ 173 مليار ريال والمنافع الاجتماعية بـ 69 مليار ريال والتشغيل والصيانة المقدرة بـ 140 مليار ريال وغيرها... هذا يعني ركود اقتصادي، وخسارة ملايين الوظائف".
لذلك يبدو ان حالة الشك باتت تحوم بشكل قوي حول مستقبل محمد بن سلمان فهل سينجح في خلافه والده؟ فيما الأمر الوحيد المؤكد يتمثل في أن محمد بن سلمان اكتسب الكثير من الخصوم و اصبحت صورته مشوهة داخليا وخارجيا.