العالم - سوريا
فقد توقع المحلل البريطاني كريتسوفر فيلبس أن تحتل سوريا مرتبة دنيا على قائمة أولويات السياسة الخارجية الخاصة بالرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وفي تقريره على موقع “ميدل إيست آي”، حذّر فيلبس من قدرة النزاع السوري على التسبب بـ”صداع” للإدارة الأميركية الجديدة، وأوضح فيلبس أنّ بايدن شكّك بجدوى التدخل الأميركي الواسع في سوريا، لافتاً إلى أنّه لم يكن متحمساً لتسليح المعارضة السورية، تحسباً من انضواء عناصر متطرفة في صفوفها.
وتناول فيلبس تصريحات بايدن الموجهة للداخل الأميركي، مؤكداً أنّ جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي المرتبط بها تستحوذان على الجزء الأكبر من اهتمامه. أمّا على مستوى السياسة الخارجية، فرجح المحلل أن يعطي بايدن الأولوية للتركيز على مسألة التعددية والتوجه نحو آسيا والصين وتغيير المناخ.
وعلى الرغم من استبعاد فيلبس تدخلاً أميركياً أوسع في سوريا في عهد بايدن، شدّد على أنّ الرئيس المنتخب لن يتراجع. وفي هذا الصدد، لفت المحلل إلى أنّ مستشاري بايدن أكّدوا أنّه سيواصل سياسة العقوبات القاسية على دمشق.
وعلى مستوى شرق سوريا، استذكر فيلبس تصريحاً لبايدن قال فيه إنّه سيحافظ على وجود عسكري أميركي محدود تحسباً لعودة “داعش”، مضيفاً أنّ هاريس أعربت عن ذهولها بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التخلي عن الأكراد في العام 2019.
واستناداً إلى هذه المعطيات، افترض فيلبس أن يعيد بايدن إحياء تحالف واشنطن مع “قوات سوريا الديمقراطية”، مستدركاً: “ولكن كما تبيّن لترامب، قد يعقّد ذلك جهود تحسن العلاقات مع تركيا كما يُحتمل أن يكون قصر الأمد”.
فيلبس أكّد أنّ الرئيس المنتخب أكثر عدائية إزاء روسيا بالمقارنة مع ترامب، محذراً من أنّه قد يستخدم السياسة الأميركية في سوريا للوقوف في وجه موسكو. في السياق نفسه، لفت فيلبس إلى العلاقات الأميركية-الإسرائيلية قد تؤثر في السياسة الأميركية في سوريا.
وعليه، دعا فيلبس إلى عدم توقع تغييرات كبرى من بايدن في سوريا واستبعد توسع التدخل العسكري الأميركي في البلاد، مرجحاً أن يقارب النزاع بالحذر نفسه الذي توخاه عندما تولى منصب نائب الرئيس.