بعد إعترافات مفتي 'داعش'..

 هل ستواصل السعودية تنصلها من مسؤولية خراب العراق؟

 هل ستواصل السعودية تنصلها من مسؤولية خراب العراق؟
الإثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٢ بتوقيت غرينتش

 بعد الاعترافات التي ادلى بها مفتي "داعش" وما يسمى بـ"القاضي الشرعي" للتنظيم الارهابي في محافظة نينوى العراقية المدعو "شفاء النعمة"، عن تفاصيل الدعم السعودي للمجاميع المسلحة والإرهابية في العراق، لنشر الموت والدمار في هذا البلد ، خدمة للمشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي، تتكشف يوما بعد يوم مدى وقاحة الكذبة السعودية حول "ضرورة عودة العراق الى الحضن العربي"، والمقصود من الحضن هنا هو الحضن السعودي.

العالم كشكول

الارهابي "شفاء النعمة" ، كشف بعد وقوعه في قبضة قوات الامن العراقية انه التقى في عام 2006 بالمدعو ابو مصطفى العراقي وهو يحمل الجنسية الأوروبية في مكة وسأله عن تفاصيل المجاميع المسلحة "السنية" في العراق وكيفية دعمها. وحصل على اموال كبيرة منه لدعم هذه المجاميع تحت غطاء تأسيس مركز لتحفيظ القران الكريم.

لم تكن تلك لزيارة الاولى للارهابي "شفاء النعمة" الى السعودية ففي العام التالي يسافر الى المملكة، ويلتقي بشيخ وهابي يحمل الجنسية السورية ، حيث يطلب منه "النعمة" امولا لدعم الجماعات التكفيرية، وبالفعل ، كما يقول "النعمة" حصلت منه على كل ما اريد.

وبشأن جريمة تفجير مرقد النبي يونس عليه السلام التي نفذتها "داعش" لدى احتلالها الموصل، قال الارهابي "شفاء النعمة، أنه "استند الى الأكاذيب لتضليل الرأي العام في الموصل، حيث ادعى عدم وجود قبر للنبي، وان الذي تم تفجيره هو قصر آشوري.

"الداعشي" شفاء النعمة، اعترف بانه اعتنق الافكار التكفيرية الوهابية، قبل سقوط صنم بغداد عام 2003، عندما كان يتلقي دروس "التعليم الديني" في إحدى دول الجوار ، من دون الاشارة الى اسم هذه الدولة، التي لا نعتقد ان هناك حاجة لذكرها، لمعرفة الجميع انها ليست سوى السعودية، الرحم الذي خرجت منه جميع الجماعات التكفيرية ، ليس في الدول العربية والاسلامية، بل في العالم اجمع.

من السهل على السعودية إنكار "شهادة" الارهابي "الداعشي شفاء النعمة" حول دورها في خراب العراق، كما انكرت من قبل مسؤوليتها عن عشرات الالاف من التكفيريين السعوديين الذين ارسلتهم الى العراق، وكذلك إنكار ضخها مليارات الدولارات الى هذه الجماعات، وتسهيل وصول الاسلحة اليها، ولكن هل بإمكانها انكار 5000 سعودي فجروا اجسادهم بين ابناء الشعب العراقي وازهقوا ارواح عشرت الالاف منهم؟، هل بامكانها انكار تواجد اعداد كبيرة من التكفيريين السعوديين في سجون العراق؟، هل بإمكانها ان تنكر دور مشايخ الوهابية الذين كانوا يحرضون الشباب السعودي الممسوخ ، لـ"الجهاد" في العراق ضد "الرافضة والمجوس"، والذين كانوا يخرجون على الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لتحريض الشباب، وهي حقيقة اعترف بها بعض الاعلاميين السعوديين ومنهم داود الشريان؟!.