ما بعد حل الكنيست، انزياح اكثر نحو اليمين، وازمة نظام سياسي كامل 

ما بعد حل الكنيست، انزياح اكثر نحو اليمين، وازمة نظام سياسي كامل 
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

في الثالث والعشرين من شهر اذار المقبل سيكون كيان الاحتلال الاسرائيلي على موعد مع إنتخابات تشريعية رابعة خلال عامين وهو مالم يحدث في تاريخ الكيان وما ينذر بتجدد الازمة السياسية المتفجرة ،

العالم - قضية اليوم

هناك مجموعة من القراءات لما يحدث، احداها قراءة بسيطة تقول ان الامر يتعلق بشخصية بنيامين نتنياهو المتمسك بمقعد رئاسة الحكومة دون النظر الى مصلحة كيانه ومستقبله، الذين يميلون الى هذه القراءة يرون ان استقرار النظام السياسي في تل ابيب يرتبط بغياب نتنياهو عن المشهد السياسي الاسرائيلي لأن كتلة اليمين الصلبة في اثره ستنهار وانهيارها سيؤدي الى عودة الوسط واليسار والتحالفات ستكون اكثر سهولة لأن بعض أحزاب اليمين والوسط يرفضون التحالف مع الليكود بسبب شخص نتنياهو وبالمقابل فإن بعض احزاب اليمين تتحالف مع الليكود لاجل شخص نتنياهو وفي حال غيابه سيتغير شكل تحالفاتها، لكن هناك قراءة اعمق بكثير لما يشهده الكيان من ازمات متلاحقة ترتبط بنظام سياسي مأزوم، النظام الديمقراطي في كيان الاحتلال الاسرائيلي والتداول السلمي للسلطة كان سببا رئيسا في ذوبان الخلافات المجتمعية في الكيان الاسرائيلي اما في القعدين الاخيرين فإن حالة الانزياح نحو اليمين وتربع الليكود على الحكم الا في فترة بسيطة حين كان شارون رئيسا للوزراء عبر حزب كاديما جعل فكرة الديمقراطية كلمة بلا مضمون حقيقي لا بل بات الكيان الاسرائيلي يقترب اكثر من الانظمة العربية حيث الرجل الواحد والزعيم الأوحد، وكذلك الحزب الحاكم، وانتهت مرحلة التداول بين الحزبين الكبيرين (العمل و الليكود ) وجاءت في اثر ذلك الاحزاب الموسمية التي تخوض الانتخابات لمرة واحدة وتصنع معجزة ثم في الانتخابات التالية لا تصل الى نسبة الحسم كما سيحدث مع حزب ازرق ابيض الذي كان شريكا في الحكم وتتحدث استطلاعات الراي الان عن امكانية سقوطه وعدم حصوله على نسبة الحسم ، ان ظاهرة الاحزاب الموسمية هي دليل على عدم استقرار المزاج الشعبي والمتغيرات التي طرات عليه بالاضافة الى غياب النخب السياسية في ظل موجة الشعوبية ، كل ذلك يؤدي الى تفاقم الازمات التي عنوانها (لا يهم أن يكون على راس الحكم فاسد مادام يحقق مصالح الاحزاب التي تؤيده ) ، اذا هل من الممكن ان تنتهي هذه الحالة ويتوقف هذا الانزياح الاعمى الى عودة للتداول التقليدي بين حزبين اواكثر من الاحزاب التقليدية التي يقودها اشخاص يوصفون بانهم (بناء الدولة ) ؟ بالقطع لا، بل إن المستقبل يزداد حدة بسبب استمرار فعل الديمغرافيا، حيث عائلات القوميين والمتدينين والمستوطنين هي الأكثر انجاباً وهي الكتلة الأكثر قلقاً في المجتمع الإسرائيلي، ويزداد ثقلها أكثر، وتلك التي بات يمثل النظام السياسي الأغلبية فيها . اذا النظام السياسي المتشكل من هؤلاء هو المشكلة وليس بنيامين نتنياهو كشخص وحتى لو جاء جدعون ساعر او نفتالي بينت - وهما الاكثر حظا الان لوراثة نتنياهو- فان شيئا لن يتغير وسنبقى امام صراع يميني قومي ويميني ديني ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن تتغير الازمة الا في حالة واحدة ان يولد قائد من الوسط قادر على جمع شتاته وشتات اليسار وقادر على جذب اليمين الديني بتحقيق مصالحه ويشكل ولو لمرة واحدة حكومة مستقرة لاربع سنوات ساعتها من الممكن ان يضعف اليمين القومي ويعيد الثقة للوسط واليسار .

فارس الصرفندي