العالم – يقال ان
تهديد ترامب لايران، محاولة للتهرب من حقيقة باتت مكشوفة للعالم اجمع، وهي ان الشعب العراقي هو من لا يتحمل وجود المحتل الامريكي الذي دمر بلاده واوغل في دمائه وصنع "داعش" لتقسيمه وشرذمته، ونهب ثرواته، ويسعى للبقاء على ارضه عبر بناء قواعد عسكرية وسفارة ليست سوى معسكر ضخم يضم مطار وانظمة دفاع جوي والالاف من الجنود والجواسيس.
امريكا تزعم انها بلد "ديمقراطي"، بينما تدوس عل هذه الديمقراطية عندما تتعارض مع مصالحها غير المشروعة، حيث مازلت ترفض الامتثال لقرار نواب الشعب العراقي الذي طالب بسحب القوات الامريكية من العراق واغلاق قواعدها العسكرية، بعد الجريمة النكراء والجبانة التي ارتكبها السفاح ترامب والمتمثلة باغتيال قادة النصر على "داعش" الشهيد قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار وسط بغداد، في انتهاك صارخ لسيادة العراق.
من الذي اعطى ترامب الحق ان يهدد ايران وباقي دول العالم بذريعة الدفاع عن مصالح امريكا وامنها القومي، وهي مصالح وأمن يمتدان على جغرافية الكرة الارضية، وليس لها من حدود؟. انه "القوة" التي حولتها امريكا الى حق، تتعامل انطلاقا منها في العالم، ولذلك تحرم الشعوب الاخرى من الحصول على هذه "القوة" حتى لا تحد من "قوة" امريكا، وتبقى تحت رحمة "القوة" الامريكية. وهذا الاحتكار لـ"القوة" وهو الذي يفسر العداء الامريكي لايران، منذ اكثر من اربعين عاما، ولباقي دول العالم، التي ترفض الهيمنة التي تحاول امريكا فرضها عليها بـ"القوة".
الجنون الذي اصاب امريكا في عهد ترامب، كان سيصيبها مع اي رئيس اخر، والسبب هو ان العالم بات يضيق ذرعا بالمصالح الامريكية المطاطية ، والامن القومي الامريكي المتحرك دون حدود، فإما ان تتقيد امريكا بقواعد القانون الدولي وتحترم مصالح الدول المشروعة وامنها القومي السيادي، وإما ان تقف هذه الدول والشعوب امام مصالح امريكا غير المشروعة وامنها القومي الهلامي. ولن تنفع تهديدات ترامب، من تغيير هذه المعادلة التي اصبحت واقعا، بعد ان رسختها ايران بتضحيات شهدائها وحكمة قيادتها وصبر شعبها، كما رسختها باقي الشعوب الحرة في العالم.