تونسي يغني للصهاينة.. والإمارات تعمل على خلق جيل من المطبعين

تونسي يغني للصهاينة.. والإمارات تعمل على خلق جيل من المطبعين
الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

حال الشعوب العربية اليوم ، كحال سيف الدولة الحمداني عندما خاطبه المتنبي بقوله "سوى الروم خلف ظهرك روم ، فعلى أي جانبيك تميل"، عندما كان سيف الدولة يحارب الروم، بينما كان الطابور الخامس للروم والخونة ينخر الجبهة الداخلية لصالح الروم، فحذره المتنبي ان اعداءه في الداخل كثيرون وعليه مواجهتهم. واليوم تنشغل الشعوب العربية بالكيان الاسرائيلي كعدو معروف ومكشوف، بينما دولة الامارات، هي اكثر خطورة على العرب من "اسرائيل"، وكشفت الاحدات خلال السنوت الماضية حقيقة هذا الامر.

العالم كشكول

اليوم تستخدم الامارات كل امكانياتها للضغط على الدول العربية، من اجل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وكل من يعارض هذا التوجه، تتسلل الاموال الاماراتية من اجل شراء الذمم واختراق الجبهة الداخلية لهذه الدول عبر وسائل في غاية الخبث. وحصل هذا الامر مع تونس التي عارضت التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فدست الامارات اموالها من اجل اضعاف الموقف الحكومي والشعبي التونسي الرافض للتطبيع، كما حصل عندما حاولت خلق مؤيدين لصفقة القرن، واليوم تتسلل عبر الموسيقى والغناء والفن، وذلك عندما مولت "مشروع غنائي" مشترك بين مطرب تونسي يدعى نعمان الشعري ونظيره "الإسرائيلي" زيف يحزقيل، تحت عنوان "سلام الجيران".

صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة لوزارة الخارجية "الإسرائيلية" نشرت فيديو للأغنية وعلقت بالقول: "الموسيقى جسر يربط بين الثقافات والشعوب"، واعتبرته أول تعاون فني "إسرائيلي" تونسي بدعم من جمعية المجلس العربي للتعاون الإقليمي التي يمولها الصهيوني دينيس روس، وتتلقى تمويلات ضخمة من الإمارات.

الراي العام التونسي رأى في تصرف نعمان الشعري خيانة صريحة، وتعرض لانتقادات كبيرة، حيث دعا البعض لمحاكمته بتهمة التطبيع"، فيما تحدث نشطاء عن مشروع إماراتي يهدف للضغط على تونس باتجاه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي. فيما حاول الشعري تبرير سلوكه بالقول "ان التطبيع لا يعنيني والفنان يرى أن التعامل يكون مع البشر لا مع ديانته أو انتمائه .. فالفن لا دين ولا جنسية له".

تصريحات الشعري كانت غير صائبة بالمرة وكشفت عن نواياه اكثر مما تستر عليها، فهو حاول متعمدا الا يفرق بين الصهاينة واليهود، وبين اليهود والمستوطنين، متناسيا ان الفنان الحقيقي يقف و يتبنى قضايا شعبه وجمهوره، فهو غنى "للسلام" مع مغتصب للارض والعرض والمقدسات، فإي "سلام" يمكن ان يكون مع هذا المغتصب؟!.

امام غضبة الشعب التونسي من فعلة الشعري، انبرت الامارات و"اسرائيل" للدفاع عنه، عبر المجلس العربي للتكامل الإقليمي، الذي مارس ضغوطا على امريكا وفرنسا لإصدار قوانين تحمي المطبعين، من اجل خلق جيل من الخونة والعملاء. وعلى الفور تلقت النخب السياسية الامريكية الرسالة، حيث كتب السناتور الأمريكي تد كروز في تغريدة على تويتر: "ما يحدث في تونس مع نعمان الشعري مقلق للغاية. إن المشرعين الأمريكيين متحدين في دعمهم للتعايش في المنطقة بين اليهود والعرب. يجب على السلطات التونسية تكثيف حمايتها للدعوات للسلام ووقف الهجمات ضد الشعري"!!.