بعد عودتها للتخصيب بنسبة 20%.. إيران تصفع ترامب فاحمرّت وجنة بايدن

بعد عودتها للتخصيب بنسبة 20%.. إيران تصفع ترامب فاحمرّت وجنة بايدن
الإثنين ٠٤ يناير ٢٠٢١ - ٠٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

اعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي بان عملية تخصيب اليوراينوم بنسبة 20 بالمائة قد بدات قبل قليل في مجمع "الشهيد علي محمدي" للتخصيب في فوردو، حيث تم ضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم وسيتم الحصول في غضون ساعات على اول منتوج لليورانيوم المخصب.

العالم – كشكول

الخطوة العملية التي اتخذتها الحكومة الايرانية اليوم جاءت في سياق تنفيذ قانون المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر، الذي صادق عليه مجلس الشورى الاسلامي، ردا على جريمة إغتيال الشهيد محسن فخري زادة، وعلى انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، والحظر الاحادي الجانب وغير القانوني الذي فرضته على ايران، وردا على عدم التزام الجانب الاوروبي بتعهداته في اطار الااتفاق النووي.

والمعروف ان قانون المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر، يتضمن خطوات عملية اخرى ستتخذها ايران تباعا، في اطار الدفاع المشروع عن مصالحها التي تضمنها الاتفاق النووي والتي تم تجاهلها بالكامل من قبل الاطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق، التي لم تتخذ موقف المتفرج فحسب، بل تواطأت وبشكل سافر مع امريكا لخنق ايران اقتصاديا، وصولا الى تجويع الشعب الايراني، ودفعه للاستسلام للبلطجة الامريكية.

بعض الدول لم تتخذ تحذيرات ايران على محمل الجد، وكانت تعتقد ان ايران لن تقدم على هذه الخطوة خوفا من ردة فعل ترامب، الذي من الصعب التكهن بردات فعله، وقد يقدم على عمل عسكري ضد ايران في الايام القليلة المتبقية له في البيت لابيض، الا ان اعلان ايران انها بدات عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، جاء ليؤكد ان السياسة الايرانية لا تخضع لإي مؤثرات خارجية ، بل ولا حتى لتهديدات عسكرية وضغوط اقتصادية، وان المؤثر الوحيد الذي يمكن ان يحدد توجهات هذه السياسة هو المصالح الايرانية العليا فقط.

الخطوة الحاسمة التي اتخذتها ايران اليوم، جاءت لتؤكد وبشكل لا لبس فيه، ان لا الادارة الامريكية المتصهينة واليمينية المتطرفة، ولا جنون ترامب، ولا صقورية بومبيو، ولا عملاء الصهيونية ومرتزقة نتنياهو في ادارة ترامب، ولا استعراض العضلات في الخليج الفارسي وارسال حاملات الطائرات والغواصة النووية وقاذفات بي 52 الاستراتيجية، ولا حتى اعلان حالة الاستنفار في الكيان الاسرائيلي وفي القواعد الامريكية في المنطقة، يمكن ان تهز شعرة في جسد اصغر جندي ايراني، وتجعله يتراجع امام السيرك الامريكي، الذي يديره المهرجان ترامب وبومبيو ومعلمهما في التهريج نتنياهو.

هذه الخطوة الجريئة والشجاعة ، يمكن ان تكون رسالة واضحة الحروف الى الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن وحلفائه الاوروبيين، ليكفوا عن ترديد بعض النغمات النشاز في انشودة فريق ترامب الفاشل، مثل توسيع الاتفاق النووي ليشمل البرنامج الصاروخي الايراني ودور ايران الاقليمي. فليس امام بايدن ورفاقه من خيار الا العودة الى الاتفاق النووي وتنفيذ بنوده ورفع الحظر الظالم عن الشعب الايراني، وإلا فإن ايران التي وقفت في وجه اكبر ادارة امريكية صهيونية يمينية متطرفة مجنونة مثل ادارة ترامب، وقاومت حصارا ظالما واجراميا وارهابيا غير مسبوق في التاريخ المعاصر، حتى بات من الصعب على ايران ان تشتري اللقاح المضاد لفيروس كورونا، دون ان تستسلم، ستعجل في اتخاذ خطواتها في الدفاع عن مصالح الشعب الايراني، حتى الخروج الكامل من الاتفاق النووي، وعندها لا يلومن بايدن ، ترامب فقط، بل كل من شجعه على مسايرة سياسة سلفه الفاشلة ازاء ايران.