العالم – يقال ان
محاولات ايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية في الامم المتحدة، لدعم "مجموعة الأصدقاء المدافعين عن ميثاق الأمم المتحدة"، تأتي من اجل درأ المخاطر عن "التعددية "، التي تواجه حاليا هجوما غير مسبوق، من قبل امريكا والغرب، وهو ما يهدد بدوره السلم والأمن العالميين، عبر تقليص دور الامم المتحدة وتجاهل ميثاقها، وإستبداله بقانون الغاب الامريكي، الذي لا يرى من مصلحة لشعوب العالم، يعلو على الاطماع والمصالح الامريكية غير المشروعة.
اليوم تتعرض إيران لحظر اقتصادي ارهابي غير مسبوق، طال الغذاء والدواء، رغم تفشي جائحة كورونا في العالم اجمع، بسبب رفضها سياسة الهيمنة الامريكية، ودفاعها عن الشعب الفلسطيني المظلوم. وتتعرض الصين لهجوم امريكي متعدد الجوانب، لمنعها من ان تحتل موقعها الطبيعي على الساحة الدولية التي ترى فيه امريكا تهديدا لاطماعها وجشعها. وتفرض ذات العقوبات على روسيا، بهدف نقل الفوضى الى الداخل الروسي ، وتفكيك الاتحاد الاوراسي واضعافه، للتخلص من رقيب قوي في اوروبا واسيا. وكذلك تفرض عقوبات قاسية ضد كوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها من دول العالم، دون ان تشكل هذه الدول اي تهديد لاي شعب من الشعوب، سوى انها ترفض الدخول الى الحظيرة الامريكية.
اللافت ان الغطرسة الامريكية لا تنحصر بفرض العقوبات الاقتصادية وتجويع الشعوب، بل تجاوزتها الى شن العدوان على الشعوب وغزو الدول بذرائع تضحك الثكلى، كما حدث في افغانستان والعراق وسوريا وفنزويلا والعديد من الدول لاخرى، وكذلك بالتهديد باستخدام القوة، كما تهدد الان ايران، متجاهلة الامم المتحدة ومثياق الامم المتحدة ومجلس الامن، ولسان حال امريكا يقول "أنا القانون والقانون أنا" على الجميع السمع والطاعة، وإلا سيكون الحصار والعدوان نصيب "العاصي".
يرى اغلب المراقبين ان سلوكيات امريكا في المحافل الدولية، مثل تجاهل ميثاق الأمم المتحدة، وإستخدام الفيتو ضد كل قرار دولي فيه مصلحة للشعوب، والالتفاف حول كل فيتو يحاول منع امريكا من استخدام القوة ضد الشعوب، كما حصل في العراق وغيره، هذه السلوكيات نابعة من طبيعة امريكا، فهي نشأت اصلا على الإجرام والقتل وإبادة السكان الاصليين، وعلى العنصرية والعبودية، وبهذه الخلفية التاريخية السوداء، تعاملت مع العالم، فلم تخرج من حرب الا وتدخل في حرب اخرى ، وغزت الشعوب واحتلت الدول، ووقفت الى جانب الكيان الاسرائيلي الاجرامي العنصري ، ومدت يدها الى خيرات شعوب العالم، ونهبتها، وفي حال اراد شعب من الشعوب ان يدافع عن خياراته وثرواته ضد الجشع الامريكي، يتعرض لشتى انواع المظالم ، من حروب وعدوان وحصار واتهامات وضغوط ، كما هو حال الشعب الايراني اليوم.
هذه الخلفية التاريخية، هي التي تحول دون احترام امريكا، لاي قانون او ميثاق او معاهدة دولية، كما هو ميثاق الامم المتحدة، ولن يمنع امريكا من افتراس ميثاق الامم المتحدة، واي ميثاق دولي اخر، سوى اتحاد الدول الاخرى، وخاصة تلك التي اكتوت بنيران العدوانية الامريكية، وجشعها وطمعها وهيمنتها وغطرستها، مثل ايران وروسيا والصين وباقي الدول الاخرى، وما تحرك هذه الدول الاخير في الامم المتحدة، الا الخطوة الاولى على طريق وقف عملية الافتراس الامريكي للقانون الدولي والتعددية وميثاق الامم المتحدة، وحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، والدفاع عن مصالحها المشروعة وثرواتها، بعيدا عن البلطجة والتهديد وثقافة الكابوي.