في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق.. مازال الطائفيون ينفخون في بوقهم الصدئ

في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق.. مازال الطائفيون ينفخون في بوقهم الصدئ
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١ - ١١:٢٤ بتوقيت غرينتش

بمناسبة الذكرى الـ18 للغزو الامريكي البريطاني للعراق، اصدرت "هيئة علماء المسلمين في العراق"، بيانا، كشفت فيه تمسكها بذات النهج والاهداف الذي تأسست من أجله، وهو تخوين أبناء الوطن والدين الواحد، انطلاقا من دوافع طائفية ضيقة، وصولا لى نسف العملية السياسية برمتها، لانها سمحت لابناء العراق دون استثناء في المشاركة في حكم العراق، الذي كان بمثابة "ضيعة" يرثها البعض من الاب والعم والخال.

العالم كشكول

انطلاقا من العقيدة المترسخة في عقول اعضاء الهيئة، تم تخوين كل العراقيين الذين لا يشطرون الهیئة عقيدتها الطائفية، حيث وصف البيان، كل فصائل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي والغزو "الداعشي" التكفيري والعصابات البعثية الصدامية، بذات الصفات التي ما انفكت تكررها امريكا وأذيالها من عرب الردة المتصهينين، مثل "الميليشيا".

البيان وكما كان متوقعا أخرج بعض الحقد المدفون في نفوس الموقعين عليه، على الجمهورية الاسلامية في يران، حيث إجتروا ذات الاكاذيب التي ما انفكت الهيئة والانظمة الطائفية التي تحميها من عرب الردة المتصهينين، يكرروها مثل تحول العراق الى "ولاية من ولايات ايران"، وهو اتهام وقح وكاذب وحاقد ، ليس على ايران، بل على الغالبية العظمى من الشعب العراقي، الذي يشكك الضاري الاب والابن في انتمائهم الوطني للعراق، لسبب بسيط، لان هذه الغالبية العظمى، نفوسهم وقلوبهم ودواخلهم أطهر من ان يدنسها الغل والحقد والطائفية، التي تنخر الضاري ومن على شاكلته.

من المؤكد ان حقد هؤلاء على الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية والحكومة العراقية وجميع اطياف الشعب العراقي، من شيعة وسنة واكراد وتركمان ومسلمين ومسيحيین، هو حقد مبرر، لان هؤلاء تمكنوا من اخلال الوحدة والتلاحم، ودعم اصدقائهم في المنطقة وعلى راسهم الجمهورية الاسلامية في ايران، من افشال مخططهم ومخطط امريكا وعرب الردة من المتصهينين، المعروف بـ"داعش"، فتحول الحقد الى مرض ينخر اجسادهم فيذويها.

كل من له المام بسيط بتاريخ ومواقف "هيئة علماء المسلمين في العراق"، التي تم تشكيلها بدعم من السعودية وبعض الدول العربية في الخليج الفارسي عام 2003 ، بذريعة مقاومة الغزو الامريكي، بينما الغزاة انطلقوا لغزو العراق، من الدول العربية التي تقف وراء تأسيس الهيئة!!، سوف لن يتفاجأ من بيانها الاخير كما لم يتفاجأ من بيانها الاول.

الهيئة كان يترأسها الارهابي المطلوب للقضاء العراقي حارث الضاري، الذي مات بالسرطان مطلع 2015 في الاردن، وخلفه إبنه مثنى حارث الضاري في رئاسة الهيئة، وهو ايض مطلوب للقضاء العراقي بقضايا الارهاب، لتعاونهما مع الارهابي ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق، والمشاركة في قتل العراقيين من خلال فصيل مسلح شارك في اجتياح الموصل لاحقا مع "داعش".

من المواقف الصريحة والعلنية لحارث الضاري، دعما للارهابي السفاح ابو مصعب الزرقاوي، هو ما صرح به من على قناة الجزيرة في 2007 عندما قال: "... تبقى القاعدة منا ونحن منها، و90% من القاعدة عراقيون".!! .

بعد الغزو "الداعشي" للعراق واحتلال التكفيريين لمناطق واسعة من العراق بدعم امريكي اسرائيلي عربي رجعي، وجهت "هيئة علماء المسلمين في العراق" ، "جملة من النصائح المهمة الى الثوار الابطال لضمان إنجاح ثورتهم المباركة والحفاظ عليها من كيد الكائدين الذي لم ينقطع منذ بدء الثورة مطلع العام الجاري وحتى هذه اللحظة"!!.

وقالت الهيئة في بيان مطول على موقعها على الانترنت " إن الهدف المعلن الآن من قبل الثوار هو الوصول إلى بغداد، وهذا من حقهم لأن النظام الحاكم في بغداد هو مصدر الظلم والإجرام بحق الشعب".

وتحديدا في شهر تموز عام 2014 عقد مؤتمر في الاردن، شاركت فيه "هيئة علماء المسلمين في العراق"، ضم البعثيين وباقي الجماعات التكفيرية، وطالبوا ببناء تحالفات مع "داعش" والقاعدة، وباركوا "انجازات الدواعش" في الموصل وصلاح الدين وان " داعش هم جزء من أبناء عشائرنا"!!.

ومما تقدم یتضح للجمیع بان الامريكيين والبريطانيين والانظمة العربية الرجعية ليسوا هم اعداء الشعب العراقي فقط ، فلو لا الطابور الخامس المتمثل بالطائفيين وايتام البعض الصدامي لما كانت القوات الامريكية الغازية ستبقى الى هذا الوقت في العراق ولا تمكنت المجاميع الارهابية من ان تزرع الدمار والموت في العراق .