العالم – كشكول
منذ اكثر من اربعين عاما، وساسة وجنرالات الكيان الاسرائيلي، يهددون بقصف ايران، واغلبهم اليوم تحت التراب، دفنوا ودفنت معهم احلامهم، وبقي الحديث عن الهجوم على ايران يجترّه اخلافهم ، من دون ان يجرأوا على تنفيذ تهديداتهم كأسلافهم، واللافت ان نبرة هذه التهديدات ترتفع فقط عندما تتحدث امريكا عن ضرورة اعتماد الدبلوماسية مع ايران بشأن برنامجها النووي السلمي.
اليوم ايضا نسمع ارتفاعا في نبرة هذه التهديدات "الاسرائيلية" حول شن هجوم على ايران، بالتزامن مع تأكيد ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن، على ضرورة عودة بلاده الى الاتفاق النووي، وآخر هذه التهديدات، ما نقلناه عن المدعو ايهود عيلام.
التهديدات "الاسرئيلية" بالهجوم على ايران، باتت مادة للتندر لدى الراي العام داخل الكيان الاسرائيلي نفسه، ولطالما سخر الصهاينة من بنيامين نتنياهو، الذي دخل موسوعة "غينس" بسبب كثرة التهديدات التي اطلقها ضد ايران، من بين زعماء الكيان الاسرائيلي. فالعالم اجمع ، عدا بعض المهووسين في الكيان الاسرائيلي، بات مقتنعا، ان ايران تجاوزت مرحلة التهديد، العسكري والاقتصادي، فليس هناك قوة في الارض يمكن ان تفكر بشن هجوم على ايران، من دون ان تدفع ثمنا غاليا وغاليا جدا، هذه الحقيقة تيقنت منها حتى الدولة العميقة في امريكا، لذلك اخذت امريكا في اعتماد مقاربة مع ايران تختلف عن مقارباتها السابقة، وهي التعامل بندية مع ايران، والقبول بها كما هي، وهو ما كشف عنه الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما عندما اعلن انه يتمنى تفكيك اخر مسمار في البرنامج النووي الايراني، ولكن هذا الامر لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع.
المدعو عيلام هو مثل سيده نتنياهو، يعتقد ان امريكا تعتمد الدبلوماسية مع ايران، لانها لا تريد الحرب مع ايران لان امريكا مسالمة ولا تفضل الحروب!!، بينما الحقيقة التي غابت عن هذا الغبي وسيده الاغبى نتنياهو، هو ان امريكا تدرك جيدا قوة ايران، فلو كان بمقدورها تدمير المنشات النووية الايرانية، لفعلت من دون ان تنتظر عويل وبكاء نتنياهو وكيانه البائس منذ اربعين عاما.
اللافت ان حتى عيلام هذا الذي هدد في مقاله ايران، اعترف ضمنيا عن عجز بلاده عل تنفيذ تهديداته، عندما دعا امريكا الى منح كيانه "ترسانة مناسبة، كي تقدر على مواجهة أول تحد يتمثل بالمسافة الطويلة من إسرائيل إلى إيران، وتزيد على ألف كيلومتر"!!، وكذلك منح كيانه "قنبلة كبيرة بما يكفي لاختراق الدروع"، ومنحها ايضا، "قاذفة ثقيلة مثل بي52 ليست متوفرة لدى سلاح الجو الإسرائيلي"، ومنحها...، وذلك لكي يكون بمقدور "اسرائيل" قصف ايران!!.