العالم – يقال ان
الصين التي اعتبرتها الدولة الامريكية العميقة، العدو رقم واحد والاخطر والاكبر على امريكا، اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، بعد ان حققت الصين اكبر نسبة نمو اقتصادي في العالم، وتشير جميع توقعات خبراء الاقتصاد ، لتحولها الى اكبر اقتصاد في العالم. كما انها في طريقها لتصبح صاحبة اقوى جيش في العالم. فيما تحولت شركاتها وعلى راسها عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي، الى كابوس مرعب، وفرضت واشنطن عقوبات عليها ، ومنعت العالم من التعامل معها، بعد ان اصبحت تهدد التقنية الامريكية في عقر دارها.
اليوم ايضا وفي محاولة لإظهار التقنية الصينية على انها بدائية، اطلقت وسائل الاعلام الامريكية وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لامريكا وحلفائها، حملة منظمة ضد الصين عبر الترويج لرواية، مصدرها امريكي وشهودها امريكيون، تقول ان صاروخ صيني ضخم يزن 21 طنا، وطوله 100 قدما، اطلقته الصين يوم الخميس الماضي خرج عن السيطرة وقد يسقط على الأرض في غضون الأيام القليلة المقبلة!.
موقع "سبيس نيوز" الامريكي، نقل عن صحفي امريكي اسمه اندرو جونز يغطي برنامج الفضاء الصيني ، والذي نقل بدوره عن عالم الفلك الامريكي جوناثان ماكويل، الذي يتتبع الأجسام التي تدور حول الأرض، قوله: "عندما يسقط الجسم الصاروخي من المدار فإنه قد يحترق في الغلاف الجوي للأرض، ولكن قطعا كبيرة من حطامه يمكن أن تنجو من السقوط، ومعظم الكوكب عبارة عن محيطات، لذلك من المرجح أن تهبط قطع الصواريخ المتساقطة فيها، لكن لا يزال بإمكانها تهديد المناطق المأهولة بسقوطها فيها".
رغم ان كلام ماكويل، يقطع، في حال صحة خبر جونز عن الصاروخ الصيني، بعدم وجود اي خطر يهدد المناطق المأهولة على الارض، الا ان الالة الاعلامية الامريكية قررت اشغال الناس بـ"الخطر الصيني" لبضعة ايام، وهو ما دفع وزارة الدفاع الى ان تدُس بإنفها في الموضوع ، حيث اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، مايك هوارد، أن قيادة الفضاء الأمريكية، تتوقع أن الصاروخ الصيني قد يدخل الفضاء الجوي يوم 8 مايو/ ايار الجاري، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وحاول هوارد ان يضرب عصفورين بحجر واحد، عبر التأكيد، أنه لا يمكن تحديد نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ، إلى الغلاف الجوي للأرض؛ إلا عقب ساعات من عودته، وذلك لرفع منسوب الخوف والقلق،. فيما اكد ايضا على ان، سرب مراقبة الفضاء الثامن عشر الامريكي، سيوفر تحديثات يومية حول موقع الصاروخ الصيني، وذلك لاظهار تقدم التقنية الامريكية على الصينية.
المعروف ان الصين سبق وأن أطلقت، الوحدة الرئيسية لأول محطة فضاء دائمة لها والتي ستستضيف رواد فضاء على المدى الطويل، في أحدث نجاح لبرنامج بكين الفضائي التي تأمل في أن تعمل محطة الفضاء الصينية بكامل طاقتها بحلول نهاية 2022. الامر الذي اخذ يثير حساسية امريكا، التي تحاول ان تظهر نفسها بانها اللاعب الاوحد في الفضاء.
الذي تتخوف منه امريكا حقا ان يسقط فوق رأسها، ليس الصاروخ الصيني بل المعجزة الاقتصادية الصينية، فقد كشف البيانات الرسمية والتقديرات العالمية عن حقائق تفوق الخيال في المعجزة الاقتصادية الصينية ، حيث تشير هذه البيانات والتقارير الى أن الاقتصاد الصيني تضاعف حجمه أكثر من 42 مرة خلال 37 عاما، ليقفز حجم الناتج المحلي الإجمالي من 305 مليارات دولار في 1980 إلى نحو 15 تريليون دولار حاليا.
وأصبحت الصين منذ سنوات أكبر مصدر في العالم، وابتعدت كثيرا في الصدارة بعد أن تضاعفت صادراتها 118 مرة منذ عام 1980 حين لم تكن تتجاوز 21 مليون دولار لتصل هذا العام إلى 3 تريليون دولار متقدمة بمسافة شاسعة على امريكا.
اللافت ان الحرب الدعائية والنفسية التي تشنها امريكا وحلفاؤها هذه الايام ضد الصين عبر بوابة "الصاروخ الصيني الهائم"!، تتزامن مع اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، الذي عقد امس الثلاثاء في لندن، حيث دعا المجتمعون الى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين!!. وهو تزامن لم يأت صدفة في أغلب الظن.