العالم – يقال أن
توقفت أصوات الغارات على قطاع غزة ودوي القصف الغاشم لكن الحرب لم تضع اوزارها والمعركة لم تنتهي بعد، هذا ما تؤكده صواريخ المقاومة الفلسطينية القائمة في مرابضها، وقبل ان يخرج المستوطنون من الملاجئ أطلت الصحفية الكويتيه "فجر السعيد" برأسها من على قناة "كان" العبرية تبكي اطلال حلم صهيوني تبخر مع غبار اول رشقة طالت "تل ابيب".
الفيديو المتداول للمقابلة المذكورة، قالت فيه السعيد إن "الأغلبية التي تجنح للسلام دائماً صامتة، وأنا أمثل هذه الأغلبية الصامتة"، مضيفة "أنا مع التطبيع ورأيي قلته قبل أن تطبع دول الخليج (الفارسي)، ولا زلت مُصرة عليه، نجلس على طاولة التفاوض بالحل الدبلوماسي نقدر نوصل لحلول عديدة". وحول سؤالها عن رسالتها أضافت "رسالتي أن أزور القدس"، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بمنحها إذناً بالوصول إلى القدس دون أن يتم ختم جواز سفرها.
الصحفية السعيد استجدت الاحتلال ان يمنحها اذنا بالوصول الى القدس المحتلة، لكنها ليست الخطيئة الاولى لها فالسعيد زارت القدس في العام 2018 ولم تتوانى حينها عن مدح جنود الاحتلال الصهاينة، وعادت في العام 2019 لتغرد بالعربية والعبرية مؤيدة التطبيع المخزي لتلتحق مطلع العام الجاري باكثر الصحف العبرية تطرفا صحيفة "اسرائيل هايوم" العبرية.
هذه الصحفية الهامشية تأتي في الوقت الضائع بعد مساع لانظمة ودول تعتبر نفسها كبيرة جربت ان تطبع مع الاحتلال وتدفع به بقوة، لكن جاءت انتفاضة الشعب الفلسطيني التي توحدت في عموم فلسطين ولتشد من عزمها قوى المقاومة خلال شهر أيار/مايو الماضي لتقول لهؤلاء ان خسأتم شعوب الامة العربية والاسلامية وشعوب العالم الحر كلها تقف الى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم.
مثل هذه الصحفية الكويتية ومن لف لفها لا يمثلون رأيا عاما عربيا وانهم محاصرون حتى داخل دولهم ولنا ما صدر في الكويت من قرارات تجرم التطبيع وتقضي بسجن المطبعين وتغرمهم، هذا القانون الكويتي الذي جاء انتصارا للشعب الفلسطيني واستجابة لارادة الشعب الكويتي بانه وكافة شعوب امتنا العربية والاسلامية عمليا تجرم التطبيع وتقف في مواجهة المطبعين.
اذا.. بعدما قالت صواريخ المقاومة كلمتها في معركة "سيف القدس" بات البحث عن نصر ولو كان وهميا أولوية للاحتلال فلم يجد إلا الإعلان عن افتتاح مكتب اللجنة (اليهودية-الامريكية) في اول دولة عربية ووصفه بالحدث التاريخي.
وليخرج من خلاله وزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد آل نهيان يصف افتتاح المكتب في ابو ظبي بانه جزء من رحلة تغيير العقليات، مضيفا بان ما اسماه السلام بين والامارات والاحتلال سيكون علاقة بين شعبين.
لم يكتف آل النهيان وسفيره في تل ابيب بالتطبيع فتحول الى الهجوم على المقاومة متأسفا لا على دماء الاطفال واشلائهم بغزة ولكن على تردد بعض الدول في التمييز بين الجناح السياسي والعسكري لفصائل المقاومة، مطالبا بوصف كلا الجناحين بالارهاب وتبني رواية الاحتلال والاكيد ان معركة سيف القدس لم تؤلم الاحتلال وحده بل نالت من عملائه ايضا ولو كانوا اشباه دول.
خطوة آل النهيان تأتي استمرارا لبقايا ما حاول "ترامب" ان يرعاه مما عرف باتفاقية "ابراهام" وحينما زار سفير الامارات حاخام "شات" ليباركه عمليا هي مكابره نتيجة ما يعانوه من عزلة لذلك يكابرون ولانهم ربطوا وجودهم بالتطبيع والرعاية الامريكية الصهيونية لها، ولكن الخطوة ستزيد من عزلتهم وسيزيد من رفض الشعوب لمثل هذا السلوك، فالمقاومة ومناهضي التطبيع كل يوم يحققون انجازات وانتصارات على الارض وبالتالي هؤلاء المطبعون لن يكون مصيرهم الا الخزي والهزيمة لانهم مهزومون بالاصل.