حكومة الطامحين في الملعب الامريكي 

حكومة الطامحين في الملعب الامريكي 
الخميس ١٧ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

بنيامين نتنياهو في خطابه كرئيس للمعارضة الاسرائيلية في الكنيست توقع ان لا تدوم حكومة بينت -لبيد سوى اشهر معدودة وان يعود هو الى الكرسي الاهم في كيان الاحتلال الاسرائيلي.

العالم - قضية اليوم

والحقيقة ان ما قاله نتنياهو ليس اكثر من (حرارة الروح ) ومحاولة للانتصار الذاتي في وقت فشلت كل الاعيبه في ان تثني المختلفين بالتعالي عن خلافاتهم والتوحد في مواجهته واسقاطه ، ان حكومة بينت - لبيد وجدت لتبقى على الاقل عامين من الان وبرعاية امريكية تامة ، الادارة الامريكية الحالية كان لها دور كبير في تشكيل هذه الحكومة وسيكون لها دور اكبر في الحفاظ عليها في المرحلة المقبلة ، الادارة الامريكية لا تراهن على نفتالي بينت المتطرف الا في قدرته على ان يبقي اليمين القومي حوله وان يظلوا بعيدا عن نتنياهو ، وإن كان بينت يرى نفسه خليفة لنتنياهو ويعتقد ان بغياب الاخير سيستطيع ليس فقط ان يجمع اليمين القومي وانما ايضا اليمين الديني وان يشكل حالة تشبه حالة معلمه نتنياهو الذي جلس على كرسي رئيس الحكومة لاكثر من خمسة عشر عاما بينها اثنا عشر عاما منواصلة ، بينت يعتقد انه قادر خلال العامين المقبلين ان يطرح نفسه زعيما يمينيا دون منازع من خلال زيادة الاستيطان وتنفيذ اجندة اليمين بهدوء ودون ضجة ، اما الطامح الاخر فهو يائير لبيد الذي اثبت خلال الاسابيع الماضية للاسرائيليين انه رجل دولة تنازل عن مقعد رئيس الحكومة من اجل الاستقرار ومن اجل عدم خوض انتخابات خامسة ستكلف الكيان ملايين الدولارات والرجل اليوم بوصفه نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للخارجية سيعمل بكل ما اوتي من قوة ليطرح اسمه في البورصة السياسية كرئيس وزراء محتمل في السنوات المقبلة يمثل الوسط الذي انحرف نحو اليمين، لبيد سيسعى من موقعه الجديد ان يعيد العلاقة المتوازنة مع الولايات المتحدة لاسيما فيما يتعلق بموضوع التسوية مع الفلسطينين وليس مستبعدا ان يقدم على لقاءات مع القيادة الفلسطينية وهو ما تريده واشنطن في المستقبل القريب ، الرجل يدرك ان واشنطن - التي شاب علاقتها مع الكيان الشوائب في الفترة ما بين مجيء بايدن وسقوط نتنياهو - هي الراعي الرسمي لكيانه وهي لديها من الادوات ما تستطيع به ان تحافظ على حكومة وان تسقط اخرى، اما الطامح الثالث فهو الجنرال بيني جاتتس والذي لجأت اليه واشنطن بعد تهديد نتنياهو باستهداف ايران كي يضبط الايقاع وفق الالحان الامريكية الجديدة ، جانتس من موقعه كوزير للحرب سيحاول استعادة سيرة اسحق رابين الجنرال المنتصر والذي استطاع ان يجمع اليمين واليسار في العام ١٩٩٢ وان يشكل حكومة قفز بها قفزات حقيقية الى الامام ، جانتس سيحاول اثبات انه الاقدر على الحفاظ على الامن وانه صاحب خبرة واسعة في محاربة المقاومة الفلسطينية وبانه قادر على اعادة الهدوء الى سكان الغلاف ، جانتس ليس سعيدا بأنه يجلس بعيدا عن كرسي رئيس الحكومة الاسرائيلية لامتار بينما كان في حكومة نتنياهو الاخيرة يجلس على بعد اقل من سنتمترات عن المقعد الاهم ، لكن جانتس يحاول اليوم ان يستجمع قوة كاحول لافان كي يخوض انتخابات توصله الى ما يريد ، اما بالنسبة للعلاقة مع واشنطن فجانتس قادر على ان يفتح ابوابا جديدة عنوانها ان الطفل المدلل يبقى مدللا لكن في بعض الاحيان يحتاج الى توجيه ورعاية لانه لا يعرف احيانا اين تكمن مصلحته
اذا الثلاثة الذين يجلسون في سدة الحكم اليوم طامحين للمحافظة على مواقعهم او زيادتها ولذلك فان المراهنة ان تغادر هذه الحكومة مسرعة هو رهان غير دقيق خاسر ومحاولة لرسم المشهد بطريقة مختلفة.

فارس الصرفندي