شاهد.. موسم هروب السردين، يعيد الحيوية للمحيط الهندي

الجمعة ٢٣ يوليو ٢٠٢١ - ٠٣:٣٢ بتوقيت غرينتش

الأعداد الكبيرة من أسماك السردين في المحيط الهندي في مثل هذا الوقت من السنة تثير اهتماماً كبيراً في مياه البحر وفوقها، إذ تنطلق الدلافين في أثرها في مطاردة تتخللها قفزات فوق السطح الأزرق، وتُغير الطيور عليها من الجو، فيما تصعد أسماك القرش من القعر سعياً إليها.

العالم - منوعات

إنه سباق محموم تدور رحاه في المياه قبالة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، عندما يحصل حدث طبيعي مذهل يتمثل في هجرة ملايين أسماك السردين.

ويبدو المشهد تحت الماء وكأنه فيلم رسوم متحركة، اشبه برقصة باليه أو بالتحضيرات لوليمة، إذ تؤدي كل عائلة من الحيوانات دورها في المطاردة، بينما تتكتل أسماك السردين وهي تحاول الفرار والحد من خسائرها على شكل سحابة سوداء لا تنتهي، تصدر منها انعكاسات فضية.

تتولى الدلافين الجانب الأكبر من العمل نيابة عن كل الحيوانات الأخرى، وتفصل قسماً من قافلة السردين الضخمة التي تمتد لكيلومترات، وتستدرجها من الأعماق إلى السطح. وتصبح أسماك السردين، بعد عزلها والاستفراد بها، بمثابة "كرة طعم"، وتتحول لقمة سائغة للأسماك الساعية إلى التهامها.

وفي هذا الوضع، تصبح المهمة سهلة أمام طيور "كيب غانيت" البحرية القادرة على الانقضاض على فرائسها وهي في الأعماق.

أما الضيف الأخير الذي ينضم إلى المأدبة أمام حفنة من المتفرجين المذهولين الذين يبتعدون عنه، فهو القرش "المظلم" الذي يدخل على الخط ويتسبب بالرعب للسردين. وما هي إلا دقائق حتى يكون الابتلاع مصير الأسماك المُطارَدَة التي يستحيل هروبها.

ويتكرر هذا المشهد خلال موسم الـ"سردين ران" الذي يمتد أشهراً عدة من هجرة يشرح العلماء أنها مرتبطة بالدورة التناسلية للأسماك.