العالم – قضية اليوم
ما حدث بالامس يمكن ان يكون كرة الثلج التي في حال تدحرجت ستشكل خطرا يهدد جميع العراقيين دون استثناء، وهو خطر لا نعتقد سيكون شيئاً حزيناً للجهات التي تضمر الشر للعراق والعراقيين، بل على العكس تماما فهذه الجهات هي التي دفعت وتدفع الامور في العراق للانفجار، لذلك لابد للعقلاء في العراق وقف كرة الثلج ومنعها من التدحرج، بل واذابتها ايضا، من خلال تدابير واجراءات من شانها ان تسد كل الثغرات التي يرى جانب كبير من العراقيين، انها تخللت العملية الانتخابية ولاسيما عملية الفرز.
على الحريصين على استقرار وأمن العراق ان يعالجوا هواجس قطعات واسعة من العراقيين، من الذين مازالوا يشككون في صحة نتائج الانتخابات، بطريقة حضارية ومسؤولة، لاسيما تلك التي تشير الى اهداء الامم المتحدة اجهزة عد وفرز شاملة الى مفوضية الانتخابات العراقية، عبر دولة الإمارات، لم تخضع هذه الأجهزة الى اجراءات الفحص من قبل الشركة الالمانية الفاحصة، والتي كانت مبرمجة لاعطاء النتائج النهائية، كما يقولون.
يقول المتظاهرون انهم دعو الى تصعيد الإحتجاجات المناهضة لنتائج الانتخابات، واطلقوا على احتجاجاتهم اسم "الفرصة الأخيرة"، بعد ان اتهموا الحكومة العراقية بانها لم تستجب لدعواتهم، كما اتهموا مفوضية الانتخابات بانها لم تعر مطالبهم بإعادة فرز الاصوات اي اهتمام، رغم كل التحذيرات المسبقة التي اطلقوها بتصعيد الاحتجاجات اذ لم تلبى مطالبهم.
اللافت ان الاحتجاجات كانت سلمية بشكل كامل خلال الايام الماضية، لمعرفة المتظاهرين، ان التعبير السلمي والحضاري على نتائج الانتخابات، هي الضمانة الوحيدة والاكيدة لتحقيق مطالبهم، ولم تكن لديهم اي نية بالاشتباك مع قوات الامن، او دخول المنطقة الخضراء، ولكن استخدام القنابل المسيلة للدموع، وما اعقبه من اطلاق نار نحو المتظهرين بشكل مباشر، والذي اسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين صفوف المحتجين، قلب المشهد رأسا على عقب.
اللافت ان ما حدث بالامس كان قد سبقه محاولات مستميتة شاركت فيها بعض الاحزاب وشخصيات سياسية ووسائل اعلام بعثية وسعودية واماراتية وامريكية، لزج الحشد الشعبي بما يجري، من أجل خلق مبررات لما قد يحدث، وهو ما دعا هيئة الحشد الشعبي، الى اصدار بيان اكدت فيه: "بأنها رغم مساندتها لحقوق الشعب بالتعبير عن مطالبهم بشكل سلمي وحضاري، إلا أنها غير معنية بأي شكل من الأشكال بأي تجاذب سياسي معين وترفض أي محاولات من بعض الاحزاب السياسية لزج اسم الحشد في صراعاتها السياسية، وأن الهيئة ستبقى -كما عهدها العراقيون- المؤسسة الأمنية الضامنة لأمن وسيادة العراق وشعبه ونظامهم الديمقراطي أمام كل التحديات والأخطار".
اغلب الفعاليات السياسية، طالبت السلطات القضائية بالتدخل العاجل للاقتصاص من الذين أصدروا أوامر إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومعاقبة كل الأيادي التي امتدت وساهمت في استشهاد وجرح المتظاهرين السلميين، وحملت الحكومة مسؤولية حفظ أمنهم ودمائهم، وأهابت بالأجهزة الأمنية التعاون مع المتظاهرين وعدم استعمال السلاح ضدهم وتحمل مسؤولية حمايتهم.
قيادة العمليات المشتركة في العراق، اصدرت بدورها بيانا اكدت فيه ، ان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، "وجه باجراء تحقيق شامل حول ملابسات احداث الجمعة، وتقديم نتائج التحقيق"، وهو توجيه يجب المباشرة به على الفور، من اجل تكبيل الأيادي الخبيثة والاطراف المشبوهة التي تعمل على اشعال الفتنة وخلط الاوراق، والتي حذر منها رئيس ائتلاف دولة القانون، العراقيين، وهو تحذير ترافق مع تحذير، اطلقة الشيخ قيس الخزعلي رئيس عصائب هل الحق، وذلك عندما حذر من محاولات اطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطط لقصف المنطقة الخضراء والقاء التهمة على فصائل المقاومة.
أحمد محمد – العالم