العالم - سوريا
وقال عطية رداً على الافتراءات التي أطلقها مندوبو واشنطن وحلفائها بحق سوريا خلال أعمال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي: لقد أكدت سوريا مراراً وتكراراً موقفها الثابت برفض وإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي كان في أي زمان أو مكان وتحت أي ظروف ودعت إلى التعاون معها في مواجهة الإرهاب وجرائم القتل والتدمير التي يقوم بها الإرهابيون تنفيذاً لمخططات بعض الدول المعروفة في تنفيذ مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية لاتهام الحكومة السورية بها.
وأضاف: فيما يخص قرار الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر الدول الأطراف في المنظمة فقد سعت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية إلى إصدار هذا القرار بعد أن أفشل مجلس الأمن التمديد لآلية التحقيق المشتركة بسبب عدم مهنيتها ونزاهتها، فكان إنشاء “فريق التحقيق وتحديد الهوية” غير الشرعي الذي أعطي ولاية غير منصوص عليها في الاتفاقية ويتجاوز اختصاصات المنظمة وولايتها ويأخذ اختصاصات مجلس الأمن الهيئة الدولية الوحيدة المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين في سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة والقانون الدولي والعلاقات الدولية.
سوريا ومعها العديد من الدول اعتبرت أن “فريق التحقيق وتحديد الهوية” غير شرعي
وأوضح عطية أن سوريا ومعها العديد من الدول اعتبرت أن هذا الفريق غير شرعي ولن تتعامل معه وسترفض كل ما صدر أو يصدر عنه مستقبلاً وقال “بعد أن تم تشكيل هذا الفريق بدأ القيام بأدواره المرسومة له فأصدر تقريراً بتاريخ 8 نيسان 2020 تضمن استنتاجات خاطئة استندت على معلومات مزيفة ومفبركة بهدف تزوير الحقائق واتهام الحكومة السورية باستخدام مواد كيميائية سامة في حوادث وقعت في بلدة اللطامنة عام 2017” مشيراً إلى أن سوريا فندت هذا التقرير المفبرك في دراسة علمية فنية قانونية وكذلك الاتحاد الروسي وتم تجاهل هذه الدراسة من قبل المنظمة والدول التي تدعي حرصها على بيان الحقيقة.
وأضاف عطية: لاستكمال المخطط العدواني ضد سوريا تم تمرير قرارين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عبر آليات صنع القرار في المنظمة اللذين تبنيا الاستنتاجات التي تضمنها تقرير ما سمي بـ (فريق التحقيق وتحديد الهوية) غير الشرعي حول حوادث اللطامنة وفرضاً متطلبات غير واقعية وتعجيزية على سوريا وضمن أطر زمنية مصطنعة هدفها إظهار سوريا بمظهر الدولة غير الملتزمة بنصوص الاتفاقية.
وأوضح عطية أنه استكمالاً لنهجه غير الموضوعي وغير المهني وبتعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها أصدر (فريق التحقيق وتحديد الهوية) تقريراً آخر في نيسان 2021 حول حادثة سراقب 4 شباط 2018 وقدمت سوريا إلى المنظمة دراسة تضمنت جوانب قانونية وعلمية وفنية تم فيها التركيز على الأخطاء الفنية والعلمية التي ارتكبها هذا الفريق غير الشرعي في تقريره وبينت الدراسة بشكل موثق بالصور والتحليل العلمي وفقاً لأحدث الطرق والآليات العلمية المعتمدة عالميا حجم المخالفات القانونية التي ارتكبها هذا الفريق وابتعاده عن المهنية والنزاهة ومتطلبات التحقيقات العادلة النزيهة وخاصة تلك التي تنص عليها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية علماً أن هذا الفريق لم يزر سراقب وجمع الأدلة من ممثلين عن الخوذ البيضاء.
وانتقد عطية ما تقوم به (بعثة تقصي الحقائق) التي فشلت في أكثر من اختبار والأدلة على ذلك واضحة لجميع الدول الأطراف وقد ثبت انحيازها وعدم مهنيتها في أكثر من تقرير أصدرته وخاصة تقرير حادثة دوما 2018 مطالباً منظمة الحظر بألا تتجاهل هذه الدراسة كما جرت العادة.
بات من غير المقبول السكوت عن استمرار (بعثة تقصي الحقائق) بالعمل وفقاً لطرائق العمل الخاطئة
وأكد عطية أن سوريا ترى أنه وبعد كل هذه الفضائح المهنية بات من غير المقبول السكوت عن استمرار (بعثة تقصي الحقائق) بالعمل وفقاً لطرائق العمل الخاطئة وتدعو الأمانة الفنية للمنظمة إلى الانتهاء من التحقيقات التي تجريها (بعثة تقصي الحقائق) في الحوادث لأنه مضى سنوات عديدة دون أن تنتهي منها.
ورداً على الدول الغربية التي طالبت بمحاسبة مستخدمي الأسلحة الكيميائية المزعومة في سوريا أكد عطية أن من يجب أن يحاسب هو من يسيس الملف الكيميائي السوري ويبرر العدوان تلو العدوان على الشعب السوري ويفتري على سوريا بأنها لا تزال تمتلك أسلحة كيميائية أو أنشطة كيميائية محظورة وبأنها استخدمت الأسلحة الكيميائية ويدعم الإرهاب الذي أودى بحياة الآلاف من السوريين ويحتل الأرض السورية ويسرق النفط والحبوب ويجوع الشعب السوري.
وقال: لقد حولت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية وتركيا وغيرها من دول متورطة في قتل السوريين الإرهابيين إلى سلاح ورماح في صدور السوريين الأبرياء وان من يجب أن يحاسب هم المسؤولون الحقيقيون عن دعم وتمويل وتسليح الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى الأراضي السورية.
وأضاف: المسؤولون في بعض الدول المعروفة لديكم الذين هندسوا بدقة أولئك الإرهابيين في مختبراتهم في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا وغيرها هم يصممون حرباً من نوع آخر في أروقة هذه المنظمة، نحن حريصون ألا تتلوث هذه المنظمة بأهدافها الإنسانية وإذا كنا فعلاً نحرص على هذه المنظمة فعلينا جميعاً مسؤولية إبعادها عن التسييس الأمريكي الغربي، لا تدخلوا هذه المنظمة في فخ يتسبب بفشلها لاحقاً لم يفت الوقت الذي نتمكن فيه من إعادة الثقة للمنظمة بعد.
وبدأ مؤتمر الدول الأطراف أعماله أمس بمقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي بمشاركة نحو 193 دولة بينها سوريا ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
ويضم وفد سوريا المشارك بالمؤتمر إضافة إلى السفير عطية نائب المندوب الدائم لدى المنظمة الدكتور لؤي العوجي والملحق باسم الحنون.