بعد الإقتراحات المكتوبة وكاميرات "تسا".. إيران تحرم مفاوضي فيينا من سلاح المزاعم  

بعد الإقتراحات المكتوبة وكاميرات
الأربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

في مقابل سياسة اطلاق الاتهامات دون تقديم اي دليل، التي تعتمدها الاطراف الاخرى، التي تفاوضها ايران في فيينا، على الغاء الحظر الامريكي المفروض على الشعب الايراني، اقدمت ايران طواعية على خطوة عملية في غاية الاهمية تمثلت في السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتغيير كاميراتها في مجمع "تسا" في كرج، بعد ان تضررت بسبب العملية التخريبية.

العالم – كشكول

القرار الايراني جاء بعد استكمال الجزء الرئيسي من التحقيقات القضائية والامنية على الكاميرات التالفة ، وكذلك بعد ادانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل التخريبي الذي تعرض له مجمع "تسا"، وقبول الفحص الفني للكاميرات من قبل خبراء إيرانيين قبل التثبيت.

ووفقا للقانون الذي اقره مجلس الشورى الاسلامي، فإن الصور التي تسجلها هذه الكاميرات الجديدة لن تقدم للوكالة الدولية، مثل صور الكاميرات السابقة وستبقى لدى ايران، الى حين رفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانوني عن ايران، وعودة جميع الاطرف للعمل بالتزامتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

وزير الخارجية الايراني حسين اميرعبداللهيان، وصف الاجراء الايراني بانه اتفاق جيد ويمكنه تبديد بعض الهواجس المزعومة حول البرنامج النووي السلمي الإيراني وسيتبعه المزيد من التعاون المتبادل مع الوكالة الدولية.

اللافت ان المدير العام للوكالة الطاقة الدولية رافائيل غروسي، قد أدلى بادعاءات ومزاعم بشأن عمليات التفتيش في إيران، بالتزامن مع محادثات رفع الحظر في فيينا، وزعم، ان "تقييد" وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعطي "صورة غامضة" عن البرنامج النووي الإيراني، رغم ان ايران لم تمنع المفتشين الدوليين من التحرك في ايران وفق ما متفق عليه مع الوكالة، غير ما هو متعلق في مجمع "تسا" الذي كان يخضع للتحقيق القضائي والامني.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قامت بالبناء على مزاعم غروسي، واتهمت، في بيان مشترك، ايران بانها قلصت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنشطتها النووية، وتركت المجتمع الدولي "أقل اطلاعا"على برامجها النووية!!.

بهذا الاجراء تكون ايران قد سحبت كل الذرائع التي تتذرع بها الاطراف التي كانت تحاول التأثير على سير مفاوضات فيينا، عبر توجيه مثل هذه الاتهامات، وإثارة الأجواء والحرب النفسية للإيحاء بأن لإيران هدفا غير ما هو معلن، وانها غير ملتزمة بموضوع حظر الانتشار النووي.

بعد ان نجحت ايران في دفع اطراف التفاوض الأخرى في فيينا، بوضع المقترحات الايرانية المكتوبة، على طاولة فيينا، من اجل منع التلاعب بعامل الوقت، او دفع المفاوضات في اتجاهات لا افق لها، سيكون نجاح ايران الثاني، بسحب الذرائع من الجهات التي كانت تستغل بعض تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن كاميرات مجمع كرج، من اجل الضغط على ايران والتأثير على سير مفاوضت فيينا، وبهذين النجاحين تكون ايران قد جردت جميع اطرف المفاوضات النووية، وخاصة الاوروبية، من ذرائعها الواهية، التي عادة ما كانت تتذرع بها لحرف مسار المفاوضات في الاتجاه الذي ينتهي ، أما بفرض حظر غير شرعي على الشعب الايراني، او حرمان ايران من حقوقها المشروعة في امتلاك برنامج نووي سلمي.